انهم بامتثال امره يسلمون من الوقوع فى عقابه ، فصار تمسكهم بامره اعتصاما ، وصار لطف الله لهم فى الطاعة عصمة ، فجميع المؤمنين من الملائكة والنبيين والائمة معصومون لانهم متمسكون بطاعة الله تعالى ، وهذا جملة من القول فى العصمة ، ما اظن احدا يخالف فى حقيقتها ، وانما الخلاف فى حكمها وكيف تجب وعلى اى وجه تقع ، وقد مضى ذكر ذلك فى باب عصمة الأنبياء وعصمة نبينا عليه وعليهم الصلاة والسلام ، انتهى.
وقال المذيل لاوائل المقالات ذيل قول المفيد فى عصمة الأنبياء عليهمالسلام : العصمة فى موضوع اللغة هو المنع ، وقد خص فى اصطلاح المتكلمين بمن يمتنع باختياره عن فعل الذنوب والقبائح عند اللطف الّذي يحصل من الله تعالى فى حقه ، وعرفه صاحب كتاب الياقوت من قدماء الامامية بانه لطف يمتنع من يختص به عن فعل المعصية ولا يمنعه على وجه القهر اى انه لا يكون له حينئذ داع الى فعل المعصية وترك الطاعة مع قدرته عليهما ، انتهى.
وبما فسرت فى الياقوت فسرها العلامة فى الباب الحادى عشر ، والشارح البهشتى والشارح القديم فى شرحهما والاحسائى فى المجلى.
ثم الظاهر من هذه الكلمات ان اللطف الماخوذ فى التعريف هو اللطف بالنبى ، ولكن ظاهر المحقق اللاهيجى فى كوهر مراد ان فى العصمة لطفا بالمكلفين حيث قال ما مضمونه : ان عصمة الأنبياء لطف بالنظر الى المكلفين لان بالعصمة يحصل الوثوق التام لهم بافعال النبي واقواله والمكلف بسبب ذلك يقرب من الانقياد ويبعد عن المخالفة ، فاذا كان اللطف واجبا عليه تعالى فعصمة الأنبياء واجبة.
هذا تفسير العصمة على مسلك القائلين باللطف من العدلية.
واما الاشاعرة فقال الشارح القديم : العصمة عندهم هى القدرة على الطاعة او عدم القدرة على المعصية.
واما الحكماء فقال اللاهيجى فى كوهر مراد نقلا عنهم ما مضمونه : ان