واما الجهات فالفصاحة والاسلوب والمعارف الحقيقية فى عالم الطبيعة وما فوقها والصفات الالهية والاخلاق الفاضلة والاحكام التشريعية والسياسات المدنية والاخبار المغيبة الماضية والمستقبلة واحوال المبدأ والمعاد وعدم الاختلاف فى مطالبه وغير ذلك مما هو ظاهر الكتاب مع ما فى بواطنه من الخواص والاسرار والعلوم الغريبة التى لم ينكشف للبشر الى الآن الا قليل منها.
فالقرآن معجز لكل من عنده فن من فنون المعارف والعلوم فانه يراه متعاليا عن الكل فى ذلك الفن ولا يصل بفكره الى اقصى تعاليه ، ولم يقدر احد من الناس على طبقاتهم الى اليوم ان يورد على حرف منه شيئا الا عنادا وجهلا وقد اجيب بما يدمغ فكرته الجاهلة العنيدة ، هذا كله معجز من اى انسان صدر ، كيف ومن اتى به صلوات الله عليه وآله لم يتربّ فى حجر معلم ولم يتعلّم كلمة من احد من الناس.
قول الشارح : وقال اهل الحق ـ اى اهل الحق فى هذه المسألة.
قول الشارح : الاطيبين ـ فى كتب اللغة الاطيبان الاكل والجماع ، او الدهن والفرج ، او الشحم والشباب ، ويقابلهما الاخبثان وهما البول والغائط ، او السهر والضجر ، او الضراط والسعال ، يقال : ذهب الاطيبان وبقى الاخبثان.
قول الشارح : واحتج السيد الخ ـ نقل القوشجى هذا ودليلا آخر عن القائلين بالصرفة ، وذكر جوابهما.
قول المصنف : والنسخ تابع الخ ـ ان المنكرين لنبوته صلىاللهعليهوآله اوردوا شبهات فى اصلها وفى عمومها ، والمصنف نقل هنا شبهتين مع الجواب ثم استدل على عمومها ، ومن اراد تفاصيل ذلك فليراجع المطولات كاسرار العقائد وانيس الاعلام وبيان الحق والاربعين وغيرها.
قول المصنف : وقد وقع حيث الخ ـ هذا نقض بموارد خاصة وقع فيها النسخ ، ويقال كلية : لو كان النسخ باطلا على ما قررتموه لزم القول بدوام شرع آدم على نبينا وآله وعليه السلام وبطلان كل شريعة بعده والتالى باطل باجماع المال.