وامثال هذه البشارات كثيرة فى اسفار التوراة وغيرها من كتب الأنبياء عليهمالسلام من اراد الاطلاع على مواضعها فليراجع اسرار العقائد وبيان الحق وانيس الاعلام وكتاب رد اليهود وبشارات العهدين وغيرها.
قول الشارح : ان جماعة اليهود الخ ـ اى قالوا : لو سلمنا جوازه عقلا نمنع وقوعه لشريعة موسى عليهالسلام ، وفى الشرح القديم : ذهبت جماعة من اليهود الى جواز الخ.
قول الشارح : ان هذا الحديث مختلق ـ ان قال اليهود : نظير هذا الحديث موجود فى التوراة فى سفر التكوين فى الاصحاح السابع عشر بقوله : وقال ابراهيم لله : ليت اسماعيل يعيش إمامك ، فقال الله : بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه اسحاق ، واقيم عهدى معه عهدا ابديا لنسله من بعده ، ومعنى ابدية العهد لنسل اسحاق هو كون النبوة فى بنى اسرائيل الى يوم القيامة ، فالتمسك بالتوراة لمدعانا لا بالحديث المروى.
فالجواب أولا ان هذا الكلام لا يثبت دوام شرع موسى ابدا لان عيسى عليهالسلام من نسل اسحاق ، وثانيا ان هذا الكلام لا يعارض تلك البشارات التى ذكرناها لانها صريحة فى وجود نبى مبعوث صاحب شريعة بعد موسى وهذا ليس نصا ولا ظاهرا لاجمال كلمة الابد لكثرة استعمالها فى الزمان الطويل المنقطع فى التوراة كما نقل الشارح وفى غيرها ، وهذا الاستعمال ليس تجوزا وان كان فتلك البشارات قرائن قطعية على إرادة الزمان المنقطع هنا ، وثالثا ان يد التحريف الّذي شهدت به تواريخهم على ما بين فى مظانه وشهدت به كثيرة من كلمات التوراة سلبت الوثوق وصحة الاستدلال بها الا ما قطع بعدم تحريفه او تلقاه الخصمان بالقبول.
قول الشارح : ونسب الى ابن الراوندى ـ هو ابو الحسين احمد بن يحيى بن اسحاق الراوندى البغدادى ، والجماعة المنسوبة إليه الراوندية ، وراوند قرية قريبة من كاشان ، ومدينة قديمة بالموصل ، وناحية بنيسابور ، والمشهور المنسوب إليه كثير من الاعلام هو الاول.