روضات الجنات وعن ابن شهرآشوب فى كتابه المعالم : ان ابن الراوندى هذا مطعون جدا ولكنه ذكر السيد الاجل المرتضى فى كتابه الشافى فى الامامة : انه انما عمل الكتب التى قد شنع بها عليه مغالطة للمعتزلة ليبين لهم عن استقصاء نقصانها ، وكان يتبرأ منها تبرءوا ظاهرا وينتحى من علمها وتصنيفها الى غيره ، وله كتب سداد مثل كتاب الامامة والعروس ، ثم ساق صاحب الروضات الكلام فى ترجمته ، وفى آخره : ان صاحب رياض العلماء قال : ظنى ان السيد المرتضى نص على تشيعه وحسن عقيدته فى مطاوى الشافى وغيره ، انتهى ، توفى سنة ٢٤٥ ( رمه ).
اقول : ان الرجل لم يذكر فى اصحاب الائمة الطاهرين صلوات الله عليهم ولا راويا عن اصحابهم شيئا مع انه كان فى عصرهم وكان من اهل الفضل والكلام وكان قاطن بغداد ، وهذا يشعر بعدم استقامته مع ما سمعت من غير السيد المرتضى رحمهالله فى شانه ، مع ان تأليف كتاب يوجب التشنيع على مؤلفه والاعتذار بانه عمل ذلك مغالطة لفرقة باطلة بعيد جدا.
قول الشارح : لان بخت نصر استأصلهم الخ ـ حاصله ان هذا الحديث فى أفواههم ، ليس له سند موثوق به متصل الى موسى عليهالسلام.
وبخت نصر اسم مركب ، وبخت بضم الباء وسكون الخاء والتاء الممدودة الساكنة قال الفيروزآبادي : اصله بوخت ومعناه ابن ، ونصر بالنون المفتوحة والصاد المشددة المفتوحة آخره راء صنم ، ثم لا شبهة انه كان ملكا قتل بنى اسرائيل وسباهم وافناهم ، ولكن الاقوال والاخبار فى تعيين زمانه مختلفة ، والمستنبط من جميعها والجمع بينها يقتضي القول بانه رجلان ، احدهما من نسل الآخر ، والاول كان بعد سليمان فى عهد ارميا عليهماالسلام ، والآخر ظهر بعد قتل يحيى بن زكريا عليهماالسلام ، وظهور كل منهما كان نقمة لبنى اسرائيل على فسادهم ، الاول بعد المرة الاولى والثانى بعد المرة الثانية كما اخبر تعالى بقوله : وقضينا الى بنى اسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الارض مرتين الخ ، والتفاصيل فى التواريخ والتفاسير.
قول الشارح : لان لفظة التأبيد لا تدل الخ ـ لفظة الابد تدل على الدوام ،