لكن دوام كل شيء بحسبه ، فالحكم بإطلاق الابدية والدوام لكل ممكن يعارضه عروض قاطع من انتفاء المقتضى او حدوث المانع ، فالكلام المقيد بالتأبيد من حيث الدلالة ومتكلمه من حيث الإرادة ساكتان عن الانتهاء وعدمه ، بل الانتهاء امر واقعى قهرى عند عروض القاطع ، فلو ان موسى عليهالسلام كان قائلا هذا الكلام كان ناهيا عن ترك التمسك بالسبت ما دام المقتضى موجودا والمانع مفقودا ، لا انه آمر به وان اتى نبى آخر من عند الله ونسخه ، فالكلام يدل على الدوام لا انه يدل على ان لا شيء يقطع ذلك الدوام ، وهكذا الحال فى امثاله.
قول الشارح : والسمع يكذب قولهم الخ ـ الدليل السمعى من الكتاب يكفى فى ذلك لمن اعترف بنبوته فى الجملة لان الكتاب حينئذ حجة عليه.
قول الشارح : بان يترجم خطابه الخ ـ او بان يتعلم لغته ، وهو احسن واولى واحكم واحرى.
قول الشارح : بان يقربوا من الامكنة الخ ـ او بان ارسل رسول الله صلىاللهعليهوآله إليهم منذرا فى هيئة يستأنسوا بها كما ارسل امير المؤمنين عليهالسلام الى الجن فانذرهم فحاربهم على ما ورد فى الخبر.
قول الشارح : انهم غير مكلفين الخ ـ وان كانوا مكلفين بالتكاليف العقلية مطلقا
ثم ان من الادلة السمعية على عموم نبوته صلىاللهعليهوآله قوله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ، بل هذا يدل على عمومها للجن والانس والملائكة وغيرهم وقوله تعالى : ( قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) ، وقوله تعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ) ، وقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) ، وقوله تعالى : ( وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً ) ، وأيضا انه صلىاللهعليهوآله دعا بنى اسرائيل واهل الكتاب الى الايمان وتعرض لهم وحاربهم كما حارب المشركين ، فلو لم يكن مبعوثا إليهم لم يكن ليتعرض لهم. وأيضا ان القرآن ناطق فى مواضع بنسبة الكفر الى اليهود وغيرهم من اهل