الكتاب اذ لم يؤمنوا به صلوات الله عليه وآله ، فلو لم يكن مبعوثا إليهم لم يصح ذلك.
ثم ليس للخصم ان يتمسك بقوله تعالى : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ، وقوله تعالى : ( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها ) ، وقوله تعالى : ( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ) ، وقوله تعالى : ( وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ ) ، وقوله تعالى : ( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) ، وقوله تعالى : ( كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ ) ، وقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ ) لان الامر فى الآية الاولى والثانية بانذار الاقربين وأمّ القرى لا يستلزم عدم الامر بانذار غيرهم ، فانه تعالى قد قال : ( لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ ) ، وقال تعالى : ( لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) ، وقال تعالى : ( أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ ) ، وقال تعالى : ( وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ ) ، وقال تعالى : ( هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ ) ، ولان قوله تعالى : ( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ ) الخ تعجيب من فعل قوم من اليهود جاءوا الى رسول الله صلىاللهعليهوآله وحكموه فى زناء وقع من محصنين من اشرافهم وارادوا بذلك تبديل ما وجب عليهما فى التوراة من الرجم ، فالآية تقرر حكم التوراة فى هذه المسألة لا انها تثبت لها استقلالا فى قبال القرآن ، كيف والقرآن يصرح بانه مهيمن على غيره من الكتب السماوية ، ويصرح أيضا بان ما فى ايديهم محرف عن اصله ، ولان قوله تعالى وليحكم اهل الإنجيل الخ ويا اهل الكتاب لستم الخ الزام لهم بما فى تلك الكتب من البشارة به صلىاللهعليهوآله والامر بتصديقه ، واما الآية السادسة والسابعة فان البعث فى امة وقوم لا ينافى البعث الى غيرهم كما ان الرسالة بلسان قوم لا ينافى الرسالة الى غيرهم.
قول المصنف : وهو افضل من الملائكة الخ ـ وكذا آله المعصومون صلوات الله عليه وعليهم ، والأنبياء عليهمالسلام كذلك ، بل الدليل المذكور يشمل