معرفته وسائر المعارف ، وكلامهم هذا حق بل يرجع الى قاعدة اللطف ، ولكن قولهم : ان النظر غير كاف مطلقا ليس بحق لان البديهة تشهد بان النظر كاف فى كثير من المسائل ، وقد مر تفصيل مبناهم هذا فى المسألة الثانية والعشرين فى مبحث العلم من مباحث الاعراض ، والامامية وان ذهب بعضهم الى مبنى الاسماعيلية كالصدوق فى التوحيد باب انه عز وجل لا يعرف الا به ، بل يظهر ذلك من الاخباريين ، لكنهم استدلوا على المطلوب هنا بناء على قاعدة اللطف بما ذكره المصنف رحمهالله من ان نصب الامام لطف وكل لطف واجب على الله تعالى.
اما الصغرى فمعلوم ان الامام كالنبى لطف بكلا المعنيين المذكورين فى مبحث اللطف من تحصيل الغرض ومن التقريب الى الطاعة والتبعيد عن المعصية ، بل الثانى جزء من الاول فان غرضه تعالى من ايجاد الخلق استحقاقهم لرحمته ودخول دار كرامته والبقاء ببقائه فى مقام السرور والابتهاج ومكان التنعم الدائم من دون نفاد ، وانه تعالى اراد لهم ذلك بتكامل نفوسهم فى العلم والعمل فى دار الابتلاء وقرار البلاء ، وهذا التكامل لا يتأتى لهم الا بكامل بينهم يرجعون إليه فى شبهاتهم وجهالاتهم ، ويرفعون إليه مخاصماتهم ، ويمتنعون به عن التغالب والتهاوش والتعادى ، ويأمرهم بالمعروف والعدل والاحسان ، وينهاهم عن المعاصى والمنكرات ، ويبعثهم على التناصف والتعادل ، ويبين لهم المجملات ، ويؤول لهم المتشابهات ، ويلقى إليهم المعارف وعلوم الاحكام ، ويعظهم بالمواعظ البالغة ، ويرقيهم الى المدارج العالية ، ويسلك بهم سبيل التوحيد والعبودية ، ويهديهم فى امورهم الى المصالح الدنيوية والاخروية ، وكتاب الله تعالى لا يكفيهم فى ذلك الا مع الّذي عنده علم الكتاب كما بين ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله بقوله : انى تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ابدا كتاب الله وعترتى اهل بيتى لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، والّذي عنده علم الكتاب لا يعرف الا بتعريفه تعالى وتبيينه فوجب عليه تعالى ذلك لئلا يلزم نقض الغرض ، ولقوله تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ) ، والكبرى قد مر فى مبحث اللطف انه بمعنى المحصل