آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) ، حتى وصل الامر الى الثانى عشر منهم صلوات الله عليهم فاخفاه الله تعالى لان ما وصل من آبائه عليهمالسلام الى الناس من المعارف والعلوم والاحكام كان كافيا لاهتدائهم ولانه لو كان ظاهرا بين الناس فعلوا به ما فعلوا بآبائه من القتل والحبس والحصر وغيرها لا سيما بعد ما سمع العباسيون حديثا مرويا عن النبي صلىاللهعليهوآله من انه يقطع دابر الظالمين ، فاخفاه حتى يأتى الميقات الّذي وعده تعالى انبيائه باهلاك الظالمين فيه كما فى قوله : فاوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الارض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامى وخاف وعيد
فشبهة العامة من انا لا نسلم ان وجوده بدون التصرف لطف مدفوعة بانها لا تتصور الا فى القائم الغائب المنتظر صلوات الله عليه ، وقد اشرت الى سر غيبته ، ولها اسرار اخرى ، وجوابها ان له صلوات الله عليه تصرفات فى امور الخلق ومنافع تصل الى العباد وان كانوا لا يشعرون بها على ما هو معتقد الاثنى عشرية مستدلا فى كتبهم كما ورد فى حديث عن النبي صلىاللهعليهوآله من ان الناس ينتفعون به فى غيبته كما ينتفعون من الشمس ودونها سحاب ، هذا اجمال ، وتفصيل الجواب فى كتب الاصحاب على ان هذه الشبهات والمجادلات فى قبال النصوص المتواترة الواردة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله على الائمة الاثنى عشر عليهم صلوات الله بعددهم واسمائهم والقابهم وعلى إمامة امير المؤمنين عليهالسلام خاصة وكذا عن كل امام على امام بعده يقبح ذكرها والتفوه بها ، وسيأتى ذكر بعض تلك النصوص فى الكتاب إن شاء الله عز وجل.
قول المصنف : وعدمه منا ـ الضمير يرجع الى الامام اى عدمه من بيننا او عدم ظهوره لنا ، او يرجع الى تصرفه.
قول الشارح : بخلاف المعرفة التى الخ ـ اى بخلاف معرفة المنعم التى كفى وجه الوجوب فى وجوبها علينا من دون لزوم الجزم بانتفاء المفسدة المانعة من الوجوب ، بل يكفى الظن فى ذلك ، والمراد بوجه الوجوب علة الوجوب والحكم ، ووجه وجوب معرفة المنعم هو وجوب شكر المنعم الّذي هو من الواجبات العقلية لان