وما كان لهم الخيرة من امرهم فليس الامام عنده الا معصوما لما ذكرت.
قول الشارح : الثانى ان الامام حافظ للشرع الخ ـ هذا صغرى قياس كبراه وكل حافظ للشرع يجب ان يكون معصوما ، والمراد بحفظ الشرع حفظه بانفاذ الاحكام واجراء الحدود والسياسات ومنع المتغلبين واعطاء حقوق المظلومين والمحرومين ودفع شبهات المعاندين ونشر العلوم والمعارف بالبيانات المختلفة والطرق المناسبة وتبيين ما اشتبه على الناس من المسائل والجواب عما يسألون من المطالب واخذ الحقوق المالية والايصال الى اهلها والصرف فى محالها وغير ذلك مما هو وظيفة الامام ، ومعلوم ان الحفظ هكذا لا يتأتى من الكتاب ولا السنة ولا اجماع الامة ولا القياس ولا البراءة الاصلية ولا غيرها من امثالها ان كانت وما كانت ، ولا معنى لوصف هذه الامور بالعصمة وعدمها اذ هو عدم الملكة فلا بد له من موضوع قابل ، ولا يتأتى من انسان هذه الامور الا ان يكون واجدا لشريطة حفظ الدين والشريعة ، وليس ذلك الا شرطا واحدا وهو العصمة ، وهذا الدليل يرجع الى ان غير المعصوم هل يمكن ان يحفظ الشرع من الخلل أم لا ، نحن نقول بالثانى لان من لم يكن محفوظا من عند الله فى نفسه من الخلل فكيف يمكنه ان يحفظ دين الله عز وجل من الخلل.
اذا عرفت ذلك تبين لك فساد ما قال القوشجى وغيره ردا لهذا الدليل وجوابا عنه من ان الامام ليس حافظا لها بذاته بل بالكتاب والسنة واجماع الامة واجتهاده الصحيح ، فان اخطأ فى اجتهاده فالمجتهدون يردون والآمرون بالمعروف يصدون ، وان لم يفعلوا أيضا فلا نقض للشريعة القويمة.
اقول : ان امير المؤمنين عليهالسلام رد أبا بكر المخطئ فى غصبه إرث فاطمة عليها سلام الله فهل ارتد برده وتنبه بذكره ، وأبا ذر رحمهالله رد عثمان المخطئ فى جمع الاموال واعطاء آل ابى معيط اياها فهل ارتد برده وتذكر بوعظه ، وكذلك معاوية ويزيد والاموية والعباسية وغيرهم الى اليوم ومن نصب للولاية من قبلهم فعلوا ما فعلوا وعلمائهم ساكتون او موافقون مشاركون معهم واولياء الله تعالى من اهل بيت النبوة واتباعهم وصلحاء الزمان والاتقياء ردوهم ووعظوهم وذكروهم فهل اتعظوا