عن الّذي هو مبدأ كل حق حقا ، فان من اختار لنفسه إماما وزعم انه الامام الّذي رضى الله تعالى ان يكون امام عباده فقد كان صغيرا فى نفسه خالقه وحقيرا فى نظره قدر رسوله الّذي ارسله الى الخلق داعيا إليه لان فى حاق نفسه يقول هذا العبد المجترى : لا فرق بينه تعالى وبين عباده فى اختيار امام يقود الخلق الى خالقه ، بل يقول : ليس من شانه ولا من مقتضى حكمته ان يعين من يتوسط بينه وبين خلقه لان هذا الامر الخطير العظيم من شاننا وواجب انظارنا ، وعليه تعالى ان يتقبل ويرضى بكل من اجتمعنا حوله ونصبناه علما للطاعة ، فهل العاقل المنصف الموحد يقول ذلك او يظن ان طاعة ذلك المنصوب طاعة الله عز وجل والعبادة التى تؤتى بامره هى عبادة الله تعالى ، هذا ذكر وان للمتقين لحسن مآب.
الرابع ان عليا عليهالسلام افضل الامة جميعا فى جميع الفضائل وكل من كان كذلك فهو المستحق للخلافة عن النبي صلىاللهعليهوآله لان إمامة المفضول على الافضل قبيحة عقلا وشرعا فعلى عليهالسلام هو المستحق لها دون غيره.
ان صغرى هذا القياس غير قابلة للانكار لان فضائله عليهالسلام ملأ محيط الوجود وافواه المسلمين وغيرهم فضلا عن العلماء وتآليفهم ، وذلك الجأ كثيرا من علماء العامة الى الاعتراف بها وانكار الكبرى ، والعاقل يعلم انه قبيح ، واما الّذي يقول : انى لا افهم الحسن والقبح عقلا ولا اتعقل الميز بينهما فهو بمعزل عن كل بحث.
الخامس ان امير المؤمنين عليهالسلام ظهرت على يده المعجزات وادعى الامامة والخلافة عن النبي صلىاللهعليهوآله بلا فصل وكل من هو كذلك فهو مصدق فى دعواه كالنبى لان اجراء المعجز من الله تعالى على يد الكاذب قبيح.
قد مر فى المسألة الخامسة من المقصد الرابع جواب المانعين من اظهار المعجز على غير الأنبياء ، وانكار ادعائه عليهالسلام للامامة والخلافة عن النبي صلىاللهعليهوآله بلا فصل مكابرة حمقاء.
السادس ان الامة اجمعوا اجماعا بالغا بحيث لم يشذ منه احد على ان حق الامامة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله لامير المؤمنين عليهالسلام او العباس او ابى بكر بمعنى