المضافة الى هارون اما واحدة من منازله او بعضها او جميعها ، والثالث يستلزم المطلوب لان من جملة منازل هارون من موسى كونه خليفته وامام امته عند غيبته وعدمه فيهم ، والقول بالفرق بين غيبة موسى عن امته فى حياته وبين غيبته عنهم بموته لو عاش هارون بعده تحكم بارد ، واما الاول فباطل لبطلان الاستثناء من الواحد كما يقال : جاءني واحد الا زيدا ، والثانى أيضا باطل لوجوه : الاول الاستثناء الّذي هو اخراج ما لو لا الاستثناء لوجب دخوله كما لو قال احد : له على عشرون الا واحدا اخذ منه تسعة عشر ولولاه اخذ منه جميع العشرين ، فلو كان الخصوص مرادا لكان الاستثناء لغوا لخروج المستثنى من دون الاستثناء ، الثانى ان الاصل عدم اشتراك النكرة المضافة بين العموم والخصوص فهى للعموم للقطع بانها ليست للخصوص فقط ، الثالث انه لا قائل بافادتها الكثرة من دون العموم فاذا ثبت ان الاستثناء يستلزم الكثرة لزم ان تكون تلك الكثرة عموما ، الرابع لو لا العموم لما فهم مراده صلىاللهعليهوآله بهذا الكلام ، ولا فائدة فى هذا الخطاب المجمل فلا يصدر من المتكلم الحكيم ، ويمكن ان يقرر الدليل بوجه أخصر واحسن ، وهو ان يقال : انه صلىاللهعليهوآله جعل عليا عليهالسلام بالنسبة الى نفسه فى مقام هارون بالنسبة الى موسى ، وهذا ظاهر من الكلام لا شبهة فيه ، ولا ريب ان مقام هارون الى موسى ونسبته إليه اقوى من جميع اصحابه وامته لمكان نبوته واخوته ولقول موسى : لا املك الا نفسى واخى ، فان انقطع موسى عن امته ( وان لم ينقطع ابدا ) فالواجب ان يكون هارون فى مقام موسى بالنسبة الى امور امته ، فعلى عليهالسلام هارون هذه الامة حين غيبة نبيها ، على ان قوله صلىاللهعليهوآله : افلا ترضى يا على ان تكون منى الخ كما يأتى عن قريب يومى الى منزلة الخلافة وان لم يكن العموم مرادا لانه اشارة الى قوله تعالى : ( وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) الخ.
قول المصنف : ولاستخلافه الخ ـ هذا استدلال بنفس الاستخلاف مع قطع النظر عن مراجعة امير المؤمنين إليه صلوات الله عليهما وآلهما وقوله له : كذبوا انما خلفتك الخ ، وان كان هذا الكلام متضمنا على الدليل السابق أيضا ، فانه صلى الله عليه