ادعت امرا واحدا هو ملك فدك فتارة بالميراث وتارة بالنحلة فدفعت عنها كما ذكر الحجة الامينى فى ثامن الغدير ص ٢٣٧ نقلا عن شرح النهج لابن ابى الحديد ، ثم ان إنحال رسول الله صلىاللهعليهوآله اياها مقطوع به على حسب الروايات الكثيرة الواردة فى تفسير قوله تعالى : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) ، وادعاؤها صلوات الله عليها اياها بعنوان النحلة واستشهادها أيضا كذلك ، ويظهر من رواية خطبتها الغراء المعروفة المروية من طرق الفريقين طلبها لفدك ميراثا ، وروى العلامة المجلسى فى ثامن البحار ص ١٠٨ عن الحسن بن على الوشاء قال : سألت مولانا أبا الحسن على بن موسى الرضا عليهماالسلام هل خلف رسول الله غير فدك شيئا ، فقال ابو الحسن عليهالسلام : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله خلف حيطانا بالمدينة صدقة وخلف ستة افراس وثلاث نوق العضباء والصهباء والديباج ، وبغلتين الشهباء والدلدل وحمارة اليعفور ، والشاتين حلوبتين ، واربعين ناقة حلوبا ، وسيفه ذا الفقار ودرعه ذات الفضول وعمامته السحاب ، وحبرتين يمانيتين وخاتمه الفاضل وقضيبه الممشوق وفراشا من ليف وعباءتين قطوانيتين ومخادّ من آدم صار ذلك الى فاطمة عليهاالسلام ما خلا درعه وسيفه وعمامته وخاتمه فانه جعله لامير المؤمنين عليهالسلام ، ويظهر من هذه الرواية ان غير فدك لم يصل إليه يد العضب ، فيمكن الجمع بين الروايات بانها صلوات الله عليها ادعت فدك أولا بعنوان النحلة كما كانت هى كذلك ، وبعد ان ردت تلك الشهادة الالهية ادعتها بعنوان الميراث فاختلق ابو بكر تلك المقالة من نفث قرينه فمنعها حقها صلوات الله عليها ولعنة الله على اعدائها.
فبذلك يندفع تعجب العلامة المجلسى حيث قال فى ثامن البحار ص ١٠٧ بعد ذكر حديث طلب فدك وقول ابى بكر : هاتى بالبينة : اقول هذا الحديث عجيب فان فاطمة عليهاالسلام كانت مطالبة بميراث فلا حاجة بها الى الشهود فان المستحق للتركة لا يفتقر الى الشاهد الا اذا لم يعرف صحة نسبه واعتزائه الى الدارج وما اظنهم شكوا فى نسب فاطمة عليهاالسلام وكونها ابنة النبي صلىاللهعليهوآله ، وان كانت تطلب فدكا وتدعى ان اباها نحلها اياها احتاجت الى اقامة البينة ولم يبق لما رواه ابو بكر