النهر فذهبوا ؛ : قال : ما قطعوه ، قال : سبحان الله ، ثم جاء آخر فقال : قد قطعوا النهر فذهبوا ؛ قال على : ما قطعوه ، ثم جاء آخر فقال : قد قطعوا النهر فذهبوا ، قال على : ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلن دونه ، عهد من الله ورسوله ؛ ثم ركب فقال لى : يا جندب انى باعث إليهم رجلا يدعوهم الى كتاب ربهم وسنة نبيهم ، فلا يقبل عليهم بوجهه حتى يرشقوه بالنبل ، يا جندب انه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة ؛ ثم قال : من يأخذ هذا المصحف فيمشى به الى هؤلاء القوم فيدعوهم الى كتاب الله وسنة نبيه وهو مقتول وله الجنة ؛ فاجابه شاب من بنى عامر بن صعصعة ، فخرج الشاب بالمصحف الى القوم ؛ فلما دنا منهم نشبوه ؛ فقال على : دونكم القوم ، قال جندب : فقتلت بكفى هذه ثمانية قبل ان اصلى الظهر ؛ وما قتل منا عشرة ؛ وما نجا منهم عشرة كما قال على ، والحمد لله.
اقول : قتل من اصحاب على عليهالسلام تسعة ؛ وبقى من الخوارج تسعة تفرقوا فى البلاد وكان فرق الخوارج بعد ذلك منهم.
قول الشارح : سلعة الخ ـ السلعة هى كالغدة بين اللحم والجلد اذا ضغطت مارت مورا وتكون بقدر حمصة الى بطيخة ، والثدية تصغير الثدى وكذا الخويصرة تصغير الخاصرة
وفى الجزء الحادى والاربعين من البحار ص ٢٨٣ عن الارشاد : قال امير المؤمنين عليهالسلام وهو متوجه الى قتل الخوارج : لو لا انى اخاف ان تتكلموا وتتركوا العمل لاخبرتكم بما قضاه الله على لسان نبيه عليه وآله السلام فيمن قاتل هؤلاء القوم مستبصرا بضلالتهم ، وان فيهم لرجلا يقال له ذو الثدية ؛ له ثدى كثدى المرأة ؛ وهم شر الخلق والخليقة ؛ وقاتلهم اقرب الخلق الى الله وسيلة ، ولم يكن المخدج معروفا فى القوم ؛ فلما قتلوا جعل عليهالسلام يطلبه فى القتلى ويقول : والله ما كذبت ولا كذبت حتى وجد فى القوم وشق قميصه وكان على كتفه سلعة كثدى المرأة ؛ عليها شعرات اذا جذبت انجذبت كتفه معها ، واذا تركت رجع كتفه الى موضعه ، فلما وجده كبّر وقال : ان فى هذا عبرة لمن استبصر
قول الشارح : جندب بن عبد الله ـ قال شرف الدين رضوان الله عليه فى ذيل