بلا مادة مع شكل ومقدار مناسب ، والفرق بينهما ان موجودات المثال الاكبر قائمة بذاتها وموجودات المثال الاصغر قائمة بنا ، ثم ان الموجود المجرد يتنزل فى هذا العالم ويتلبس بالشكل كما ورد ان جبرئيل عليهالسلام نزل على صورة بشر لنبينا صلىاللهعليهوآله وللانبياء عليهمالسلام ولمريم الصديقة ، والموجود المادى الحسى يترقى إليه بانخلاع المادة وبقاء صورته وشكله ، ويقال لهذا العالم أيضا : الخيال المنفصل وعالم البرزخ ، وهؤلاء يقولون : ان البعث بتعلق النفس بالقالب المثالى وتدرك به الآلام واللذات الحسية وليس معه شيء من مادة هذا العالم.
قال الشيخ الاشراقى فى المقالة الخامسة من كتابه بعد ذكر عالم المثال : وهذا العالم المذكور نسميه عالم الاشباح المجردة ، وبه تحقق بعث الاجساد والاشباح الربانية وجميع مواعيد النبوة ، انتهى ، ومثلوا للقالب المثالى بالصورة فى المرآة اذا فرض قيامها بذاتها ، ثم تتعلق به النفس الانسانية.
والفرقة الثالثة عدة من المتأخرين كالمولى صدرا الشيرازى ومن تبعه ، وحاصل كلامهم ان نفس الانسان كما تدرك بدنها بالحواس تدركه بخيالها كما تدرك صور سائر الاجسام ذوات الاشكال والمقادير بقوة الخيال بعد غيبتها عن الحواس الظاهرة ، ويوضح ذلك ان الانسان يرى بدنه فى المنام بقوة الخيال لا بالحواس لانها نائمة غير مدركة حالة النوم ، وهذا امر ثابت بالوجدان ، ثم ان قوة خيال الانسان مجردة كنفسها ، وقد برهن على هذا المطلب صاحب الاسفار ، ثم ان قوة الخيال لتجردها لا تزول بفناء البدن ، بل تبقى مع النفس ابدا ، ثم ان النفس من حين مفارقة هذا البدن فى البرزخ وعند البعث وفى الجنة او النار تنشئ بقوة خيالها التى معها دائما بدنا خياليا به تلتذ بلذات حسية وتتألم بآلام حسية فى الدار الآخرة ، وهذا البدن عين بدنه فى الدنيا فى كل شيء الا انه منخلع عن المادة الدنيوية لان هذه المادة لو كانت معه لكانت هناك خواصها مع ان الثابت فى محله ان الدار الآخرة صافية عن خواص مادة هذا العالم ، وانما قال : ان ذلك البدن عين البدن الدنيوى لان شيئية الشيء بصورته لا بمادته ، وصورة البدن واحدة فى الدارين ، واما انا فعددت هذا القول من الاقوال