بالمثلية لان جهة الحلول فى المادة الدنيوية من خصوصيات الصورة ما دامت فيها ، فاذا زالت تلك الخصوصية زالت العينية.
وحاصل هذا القول ان شيئية الشيء بصورته وصورة الانسان صورتان : احداهما الباطنة وهى النفس والاخرى صورته الظاهرة ، وكلتاهما باقيتان فى الآخرة ، فهذية الانسان محفوظة ، والصورة الظاهرة هى الصورة الخيالية الحافظة لمثل المحسوسات الخارجية ، وهى الباقية بعد خراب البدن مع النفس ابدا ، وهى المادة التى تقبل النشأة الآخرة وتنتقش فيها امثلة محسوساتها وصورها المفارقة عن مادة المحسوسات ، وتلذذ الانسان او تالمها بالآلام واللذات الحسية التى اثبتها لسان الوحى فى النشأة الآخرة انما هو بها.
اقول : كيف يتصور بقاء الصورة الظاهرة من دون المادة والنفس ليست قابلة لها ، وان كانت فاعلة اياها كما هو المصرح به فى كلامهم فكيف يتصور وجودها لا فى المادة ، وان كانت هى مادة للصور الحسية الاخروية.
ثم ان القولين مشتركان فى ان الانسان لا يتلبس من حين الموت الى آخر المراحل الاخروية بشيء من مادة هذا العالم الدنيوى ثانيا ، فعلى ذلك فتسمية المعاد بالجسمانى غير ما هو عند الباحثين ، فالاولى ان يسميا بالمعاد المثالى والخيالى.
ثم ان بعض هذه الاقوال لم يظهر منه حال النفس من حيث تعلقها بالقالب فى البرزخ قبل البعث.
فاقول : ان المستفاد من الآيات واحاديث اهل البيت سلام الله عليهم فى هذا الباب ان الروح اذا انخلعت من هذا القالب الجسمانى الدنيوى وقعت فى سعة من الادراك على خسب مراتب النفوس فى عالم يسمى بالبرزخ فى لسان الوحى ( سواء قلنا انها تتعلق بهذا البدن فى القبر زمانا ما للمسائلة على ما هو ظاهر بعض الاخبار أم لا ) وذلك بتعلقها بقالب من سنخ ذلك العالم مثل القالب الدنيوى ، فتدرك ما فيه من الملائمات أو المنافرات وما يلتذّ به او يتألم به ، بل يحصل للبعض ادراك منزله ودرجاته فى الجنة العالية او مقعده ودركاته فى تار جهنم ، وذلك العالم فى باطن هذا العالم الجسمانى