تلك الاختيارات والتصرفات أولا واكثر هو المتقدم الرئيس ومن كان له تلك ثانيا واقل هو المتاخر المرءوس وفى السبق بالطبع نفس الوجود من حيث حقيقته وفى السبق بالعلية نفس الوجوب من حيث حقيقته حذو ما مر فى السبق بالشرف.
الرابع : انتساب المتقدم والمتاخر الى ذلك المبدأ اذ لو لم يعتبر هذا الانتساب لم يستقم امر التقدم والتأخر فان المتقدم والمتاخر بالزمان او المكان لا بدّ ان ينتسبا الى حد من حدود الزمان او موضع من المواضع حتى يقال للاقرب منه المتقدم وللابعد منه المتاخر وان المتقدم والمتاخر بالرتبة العقلية لو لم يعتبر نسبتهما الى بداية المراتب من فوق او من تحت لم يمكن الحكم على احدهما بانه متقدم وعلى الاخر بانه متأخر وان المتقدم والمتاخر بكل من الشرف والطبع والعلية لا يمكن ان يحصل لهما عنوان التقدم والتأخر الا بالانتساب والقياس الى اصل الفضيلة او الوجود او الوجوب.
اذا علمت هذا فمراد المصنف بالعارض امر يحصل للمتقدم والمتاخر من اعتبار هذه الامور الثلاثة اى الوصف والمبدأ والانتساب إليه وهو الوقوع فى الزمان المحدود المنتهى بالمبدإ المفروض او الوقوع فى المراتب الحسية او العقلية فى التقدم والتأخر بالزمان او الرتبة والتفاضل الحاصل بين المتقدم والمتاخر فى السبق بالشرف وتاثير المتقدم فى المتاخر فى السبق بالعلية وحاجة المتاخر الى المتقدم فى الوجود فى السبق بالطبع ولك الخيار فى ان تسمى مجموع تلك الامور الثلاثة بملاك التقدم والتأخر او هذا الامر الحاصل منها.
ولا يخفى ان فى تفسير الشارح العلامة وغيره العارض بما ذكرنا فى الامر الثانى من الزمان والمكان وغيرهما تسامحا وخلافا لمراد المصنف اذ لم يقل : بعارض هو زمان او مكان او غيرهما بل قال بعارض زمانى اى منسوب الى الزمان وكذا غيره وفى كلام صاحب الشوارق ان المعنى المشترك بين انواع التقدم هو الّذي يسمونه ملاك التقدم وما فيه التقدم خطا ظاهر وان خالف هو نفسه فى كلامه الاخر.
تنبيه : ان نوع السبق بالشرف لا يختص بالفضائل بل يأتى فى الرذائل أيضا