لا يخطر بباله ما هو اعلى منه.
فى تفسير القمى بالاسناد عن ابى بصير ورواه المجلسى فى ثامن البحار المطبوع حديثا ص ١٢٠ ، قال : قلت لابى عبد الله عليهالسلام جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقنى ، فقال : يا أبا محمد ان الجنة توجد ريحها من مسيرة الف عام ، وان ادنى اهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن والانس لوسعهم طعاما وشرابا ولا ينقص مما عنده شيء وان ايسر اهل الجنة منزلة من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق ، فاذا دخل ادناهن رأى فيها من الازواج والخدم والانهار والثمار ما شاء الله ، فاذا شكر الله وحمده قيل له : ارفع رأسك الى الحديقة الثانية ، ففيها ما ليس فى الاولى ، فيقول : يا رب اعطنى هذه ، فيقول : لعلى ان اعطيتكها سألتنى غيرها ، فيقول : رب هذه هذه ، فاذا هو دخلها وعظمت مسرته شكر الله وحمده ، قال : فيقال : افتحوا له باب الجنة ، ويقال له : ارفع رأسك ، فاذا قد فتح له باب من الخلد ويرى اضعاف ما كان فيما قبل ، فيقول عند تضاعف مسراته : رب لك الحمد الّذي لا يحصى اذ مننت على بالجنان وانجيتنى من النيران ، قال ابو بصير : فبكيت وقلت له : جعلت فداك زدنى ، قال : يا أبا محمد ان فى الجنة نهرا فى حافتيها جوار نابتات ، اذا مرّ المؤمن بجارية اعجبته قلعها وانبت الله مكانها اخرى ، قلت : جعلت فداك زدنى ، قال : المؤمن يزوج ثمان مائة عذراء وأربعة آلاف ثيب وزوجتين من الحور العين ، قلت : جعلت فداك ثمان مائة عذراء؟! قال : نعم ما يفترش منهن شيئا الا وجدها كذلك ، قلت : جعلت فداك من اى شيء خلقن الحور العين ، قال : من تربة الجنة النورانية ، ويرى مخّ ساقيها من وراء سبعين حلة ، قلت : جعلت فداك ألهنّ كلام يتكلمن به فى الجنة ، قال : نعم ، كلام يتكلمن به لم يسمع الخلائق بمثله ، قلت : ما هو ، قال : يقلن : نحن الخالدات فلا نموت ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن المقيمات فلا نظعن ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن خلق لنا وطوبى لمن خلقنا له ، نحن اللواتى لو انّ قرن إحدانا علق فى جو السماء لأغشى نوره الابصار.
قول الشارح : يبلغ سرورهم بالشكر الخ ـ بل بشكره يتنعمون وبحمده