يلتذون اكثر مما يلتذون بنعم الجنات.
قول الشارح : فانه لا مشقة عليهم الخ ـ قد ذكرنا ان الاخلال بالقبيح لا مشقة فيه حتى فى الدنيا ، واما كفّ النفس عن القبيح ففيه مشقة فى الدنيا على بعض النفوس ؛ ولكن فى الجنة لا معنى لفعل القبيح اصلا لعدم اقتضاء ذلك فى نفوسهم لتطهّرها عن الخبائث ولعدم حرمانهم عما تشتهيه انفسهم آنا ما ؛ بل كل ما تشتهيه نفس فهو حاضر عنده فى الفور بالابداع ؛ فهو غنى بالثواب والنعمة هكذا عن القبيح ؛ ولا حالة انتظار له فى شيء حتى يحتال طريقا للوصول إليه فيختار طريق خطاء او صواب.
قول الشارح : وليس ذلك تكليفا الخ ـ اشارة الى الايراد الّذي اجيب عنه ؛ وهو ان اهل النار يفعلون ما اراد الله تعالى منهم ويتركون القبائح ؛ فيجب ان يثيبهم على ذلك ؛ فاما يثيبهم فهو يخالف خلوص العقاب واما لا يثيبهم فهو يخالف عدله ؛ والجواب ان ذلك منهم ليس على سبيل الاختيار بل يلجئون إليه ؛ والجزاء انما هو على الفعل الاختيارى وقد مر بعض التوضيح لذلك فى مسألة حسن التكليف.
قول المصنف : ويجوز توقف الثواب الخ ـ هذا ردّ على ما ذهب إليه المرجئة من ان الثواب فى الآخرة لا يجوز ان يتوقف الاعلى معرفة الله تعالى والخضوع له ومحبته ؛ واستدلوا على ذلك بان رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يكتفى فى اوّل البعثة بذلك ؛ وكان يقول : قولوا لا إله الا الله تفلحوا ؛ وكان يقول من مات على ذلك دخل الجنة ؛ والجواب انه لو لم يجز توقفه على شرط لكان العارف بالله تعالى وان لم يصدق النبي صلىاللهعليهوآله مثابا فى الآخرة من اهل الجنة ؛ والتالى باطل باجماع المسلمين ؛ وان اكتفاء رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك كان مختصا باول البعثة باجماع المسلمين أيضا مع انه صلىاللهعليهوآله لم يكن يكتفى به من دون تصديق رسالته.
ثم ان بعضهم حين الزم بهذه الامور زاد على معرفة الله عز وجل معرفة الرسول صلىاللهعليهوآله والاقرار بما جاء به من عند الله تعالى بالجملة دون التفصيل ،