قال الشيخ الطوسى فى التبيان ذيل تلك الآية : والمعاصى وان كانت كلها عندنا كبائر من حيث كانت معصية لله تعالى فانا نقول : ان بعضها اكبر من بعض ، ففيها أيضا كبير بالإضافة الى ما هو اصغر منه ، وقال ابن عباس كل ما نهى الله عنه فهو كبير ، انتهى.
ثم ان الاقوال والاختلافات فى البحث عن الكبائر والصغائر كثيرة مذكورة فى التفاسير وغيرها ، والطالب يراجع ، وفيما ذكرنا كفاية لمن يستبصر ، وله الحمد.
قول الشارح : الاول انه يستحق الثواب الخ ـ هذا قياس استثنائى صورته : لو خلد المؤمن المرتكب للكبيرة فى العذاب لزم ان لا يثاب بايمانه ، واللزوم ظاهر بعد الاجماع على ان تقدم الثواب بدخول الجنة ثم الدخول فى النار باطل لدلالة الآيات والاخبار الصريحة على ان الداخل فى الجنة خالد فيها ابدا ، واما بطلان التالى فلان الخير وان كان مثقال ذرة وعد الله تعالى عليه الثواب ، والايمان اعظم الخيرات ، بل خير دائم ثابت مع العبد ان مات عليه ، لا يزول عنه ابدا ، فوجب ان يكون ثوابه كذلك.
ثم ان مقدمات هذا الدليل كما عرفت سمعية حتى استحقاق الثواب بالايمان ، والمصنف لم يدّع ان دليله هذا عقلى ، فلا معنى لان يقال كما فى بعض التآليف : ان المدعى ثابت بدليل السمع لا بدليل المصنف.
قول الشارح : والجمع محال ـ اى ان يعذب وينعم معا لان عذاب الآخرة فى جهنم ولا نعيم هناك ، ونعيم الآخرة فى الجنة ولا عذاب هنا.
قول الشارح : الثانى يلزم ان يكون الخ ـ هذا أيضا قياس استثنائى صورته : ان المؤمن المرتكب للكبيرة لو لم ينقطع عذابه لزم تساويه مع الكفار والمشركين فى الآخرة ، واللزوم ظاهر ، والتالى باطل لقبح ذلك عند العقلاء بالضرورة لا سيما اذا كان مرتكبا لكبيرة واحدة مع رعايته لسائر الوظائف والقربات والحرمات ، والقبيح لا يصدر عنه تعالى.