ان قلت : لا يلزم تساويهما فى الآخرة لان دركات النار مختلفة من حيث شدة العذاب وخفته ، قلت : لزوم التساوى من حيث الخلود فى العذاب يكفى فى القبح.
ثم ان عمدة الادلة فى هذا المطلب الروايات الصريحة ، راجع فيها ثامن البحار المطبوع حديثا.
قول الشارح : الى غير ذلك الخ ـ كقوله تعالى ؛ بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ، وقوله تعالى : ( ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ) ، وقوله تعالى : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) ، وقوله تعالى ؛ ( وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) ، وقوله تعالى : ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ ).
ثم الجواب عن الآيات من وجوه :
الاول تخصيصها بالكفار كما تدل عليه الاخبار الواردة فى تفسيرها ، بل التخصيص واجب نظرا الى آيات المغفرة والعفو والشفاعة والالم يبق لها مورد ، بل اكثر هذه الآيات ينطبق بالمفهوم على الكفار فان المتعدى جميع حدوده تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا بما هو مؤمن ومن احاطت به خطيئته والّذي كسب جميع السيئات كافرون لا محالة :
الثانى ان الخلود فى اللغة والعرف يأتى بمعنى مطلق البقاء والبقاء المتطاول ، وهذا لا ينافى الانقطاع ، فلذلك قيد فى كثير من الآيات بالتأييد لعدم دلالة الخلود عليه وهذه الآيات لم تقيد به الا آية فى سورة الجن ، هى ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا ، لكنها بقرينة ما قبلها وبعدها يراد بها المشركون كما ان سائر الآيات أيضا لا يخلو من قبيل هذه القرائن ، فقول الشارح : واما بتأويل الخ فان