الذاتى وهذا الاستدلال على ما ترى كظاهر كلام المصنف ينفى التركيب من الاجزاء عن الواجب مطلقا سواء كانت الاجزاء خارجية او عقلية لان افتقار الشيء فى اى جهة من جهاته كان يستلزم امكانه لان الواجب بذاته واجب من جميع جهاته فلا وجه لما صنع صاحب الشوارق من صرف كلام المصنف عن ظاهره الى نفى التركيب من الاجزاء الخارجية عن الواجب وجعل نفى التركيب من الاجزاء العقلية من فروع الخاصة الثالثة فى كلامه اى عدم زيادة وجوده عليه الّذي جعله الشارح العلامة مسألة برأسها.
قوله : على ما يأتى ـ فى المسألة الثالثة من الفصل الثانى.
قوله : قال بعض المتاخرين ـ هو الفخر الرازى قال فى الفصل الثالث من الباب الاول من إلهيات المباحث المشرقية بعد ذكر هذا الدليل : وقال بعضهم البرهان لم يدل الا على موجود تنقطع عنده سلسلة الحاجة ومن المعلوم ان الموجود المركب من امور يمتنع ارتفاع كل واحد منها يكون أيضا ممتنع الارتفاع فحينئذ يكون صالحا لان تنقطع عنده سلسلة الحاجة فنقول فى جوابه ان كل واحد من اجزائه لو كان واجبا لذاته لكان واجب الوجود لذاته اكثر من واحد وقد ابطلنا ذلك فاذن واجب الوجود منها جزء واحد وباقى الاجزاء ممكن فالمجموع الحاصل من تلك الاجزاء الممكنة أيضا ممكن فيكون واجب الوجود على كل حال ممكنا هذا خلف.
قوله : لافتقاره الى الاجزاء الواجبة ـ لان استغناء كل جزء لا يستلزم استغناء المجموع من حيث هو مجموع والواجب المفروض هو المجموع من حيث هو هو
قول المصنف : ولا يكون الذاتى جزء من غيره ـ اى جزء واقعيا لا اعتباريا اقول : كل مركب لا بدّ ان تكون اجزائه متمايزة حتى يكون مركبا والتمايز اما فى العقل فقط فهو المركب العقلى او فى الخارج فهو المركب الخارجى وان كانت الاجزاء فى التركيب الخارجى أيضا قابلة للتصور والمراد بالتمايز الخارجى هو كون الاجزاء بحيث يكون لكل واحد منها ثبوت على حياله فى الخارج والتمايز