فلو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه.
ان قلت : قد ورد فى الاخبار الصحيحة : كفى بالندم توبة ، وهذا ظاهر فى عدم اشتراط العزم على ترك المعاودة ، قلت : اذا كان الندم يدعو الى الترك ويستلزمه كما مرّ آنفا فى كلام امير المؤمنين عليهالسلام فمن بليغ الكلام ان يكتفى به فى مقام البيان.
قول الشارح : وهى واجبة بالاجماع ـ اما عند الاشاعرة فبالسمع من الآيات والاخبار الآمرة بها لان الدليل العقلى فى ذلك يبتنى على القول بالوجوب والحسن والقبح العقلية كما يأتى بيانه وهم لا يقولون بذلك ، واما عند غيرهم فبالعقل والسمع معا ، هذا ، ولكن قال الاشعرى فى مقالات الاسلاميين : واختلفوا ( اى الناس ) فى وجوب التوبة فقال قائلون : التوبة من المعاصى فريضة ، وانكر ذلك آخرون.
قول الشارح : ولا تحب من الصغائر الخ ـ لانها مغفورة استحقاقا او تفضلا.
قال الاشعرى فى المقالات : اختلف المعتزلة فى غفران الصغائر على ثلاثة اقاويل : فقال قائلون : ان الله سبحانه يغفر الصغائر اذا اجتنب الكبائر تفضلا ، وقال قائلون : يغفر الصغائر اذا اجتنب الكبائر باستحقاق ، وقال قائلون : لا يغفر الصغائر الا بالتوبة.
اقول : ظاهر قوله تعالى : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً ) وكذا ما فى الحديث : من اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر ان الصغائر مغفورة من المؤمنين بدون التوبة بشرط اجتناب الكبائر تفضلا ، وهذا احد موارد العفو من دون التوبة والشفاعة.
ولكن العارف لا ينبغى له ان يغترّ بكرم ربه عز وجل فان مخالفة الحق ولو بمكروه يوجب انحطاط الدرجة فى الآخرة لا محالة.
قول الشارح : انها لا تجب من الخ ـ اى لا تجب التوبة عن الذنب الّذي تاب منه اذا نقض توبته وعاد الى مثل ذلك الذنب ، وفى قبالهم من قال : تجب لان توبته تلك بطلت بنقضها.