قول المصنف : من الميزان ـ الميزان فى القيامة هو العدل ، قال عز وجل : ( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ) ، والقسط فى الآية عطف بيان للموازين ، وبهذا يرد قول شيوخ المعتزلة ويصرف اللفظ عن حقيقته عندنا الى ما يراد به ، والقائمون بالقسط الذين قام بهم هم حججه عليهمالسلام.
فى سابع البحار المطبوع حديثا عن الاحتجاج : روى هشام بن الحكم : انه سأل الزنديق أبا عبد الله عليهالسلام فقال : او ليس توزن الاعمال؟ قال : لا ان الاعمال ليست باجسام ، وانما هى صفة ما عملوا ، وانما يحتاج الى وزن الشيء من جهل عدد الاشياء ولا يعرف ثقلها وخفّتها ، وان الله لا يخفى عليه شيء ، قال : فما معنى الميزان؟ قال : العدل ، قال : فما معناه فى كتابه : فمن ثقلت موازينه؟ قال : فمن رجح عمله ، الخبر.
وفيه عن الكافى ومعانى الاخبار : سئل ابو عبد الله عليهالسلام عن قول الله عز وجل : ( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ) ، قال : هم الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام.
اقول : جمع الموازين باعتبارهم ، والحاصل ان ميزان عقائد العباد واعمالهم هو العدل فيهما القائم بهم عليهمالسلام ، فمن هو اقرب منهم واشبه بهم من حيث العقائد والاعمال فهو ثقيل الميزان ، ومن هو ابعد منهم واقل شبها بهم فهو خفيف الميزان حتى يصل الى من هو فى الخفة الحقيقية وغاية البعد منهم صفرا عما عندهم من المعارف والاعمال فلا يقام له يوم القيامة وزن اصلا ، وهم اهل الشرك كما ورد فى الحديث : اعلموا عباد الله ان اهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنشر لهم الدواوين ، وانما يحشرون الى جهنم زمرا ، وانما نصب الموازين ونشر الدواوين لاهل الاسلام.
قال المحدث الكاشانى رحمهالله فى تفسير الصافى : ان لكل معنى من المعانى حقيقة وروحا وله صورة وقالب ، وقد تتعدد الصور والقوالب بحقيقة واحدة ، وانما وضعت الالفاظ للحقائق والارواح ، ولوجودها فى القوالب تستعمل الالفاظ فيها على الحقيقة لاتحاد ما بينهما ، مثلا لفظ القلم انما وضع لآلة نقش الصور فى الالواح من دون ان يعتبر فيها كونها من قصب او حديد او غير ذلك ، بل ولا ان يكون جسما ، ولا كون النقش