على الاعمال الصالحات ، وقال فى بعض من عصاه : ومن اعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى ، وقال فى آخرين منهم : لنذيقنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة اخزى ، لهم عذاب فى الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة اشق وما لهم من الله من واق ، وجاء الخبر مستفيضا عن النبي صلىاللهعليهوآله انه قال : حمى يوم كفارة ذنوب سنة ، وقال : صلة الرحم منساة فى الاجل ، وهذا مذهب جماعة من اهل العدل ، وتفصيله على ما ذكرت فى تعجيل بعض الثواب وكل العقاب وبعضه مذهب جمهور الشيعة وكثير من المرجئة.
اقول : ان الخاص يثبت فى ضمن العام بعنوانه العام لا بعنوانه الخاص كما اذا اثبت للانسان امكان الحركة فلا يثبت له امكان الحركة الى السماء ، فامكان تعجيل العذاب للانسان لا يستلزم امكانه فى القبر ، فلا بد من التعرض لاثبات امكانه وقد مر منا ما يفيد ذلك ، ولا يبعدان يكون مراد الشارح رحمهالله القياس والتنظير بان يقال : كما ان العذاب فى دار التكليف ممكن ولا ينافى التكليف فكذلك العذاب فى القبر لان ما يتصور من المانع هو التعجيل فى العقاب فيهما وهذا لا استبعاد فيه ، ولكنك عرفت ان انكار ضرار لذلك ليس من جهة استبعاد تعجيل العقاب كما مر ذكره ، فتأمل فى الكلامين
قول الشارح : واذا كان ممكنا ـ اذا هذه جوابية ناصبة ، لا شرطية ، اى وان كان العذاب فى دار التكليف ممكنا فاذا كان عذاب القبر ممكنا.
قول الشارح : وقع فيه الكلام ـ اى وقع كلامهم فى الاحياء الثالث وهو فى يوم القيامة ، فلهم احياء فى الدنيا ثم إماتة ثم احياء فى القبر ثم إماتة فيه ثم احياء فى يوم القيامة لا بعده موت.
قول الشارح : غير الحى لا يتكلم ـ اى لا يمكن ان يكون كلامهم حال الموت لان غير الحى لا يتكلم فلا بد لهم من الاحياء الثالث.
قول الشارح : الاحيائين اللذين عرفوا الخ ـ اى الاحياء الثانى والثالث لا الاول الّذي هو فى الدنيا ولم يعرفوا فيه ربهم والثانى ، وعلى كل يبطل قول ضرار بهذه الآية.