والحقوق ، وخاص أيضا ببعض العباد كما يدل عليه الاخبار ، والدليل على كون الحساب خاصا قوله تعالى : ( يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ) فى مواضع ، وقوله تعالى : ( إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) ، وفى احاديث : ان اهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنشر لهم الدواوين ، وانما ذلك لاهل الاسلام.
وفى سابع البحار باب محاسبة العباد عن أمالي الصدوق بالاسناد عن الصادق عليهالسلام ، قال : اذا كان يوم القيامة وقف عبدان مؤمنان للحساب كلاهما من اهل الجنة : فقير فى الدنيا وغنى فى الدنيا ، فيقول الفقير : يا ربّ على ما اوقف؟ فوعزتك انك تعلم أنك لم تولنى ولاية فاعدل فيها او اجور ، ولم ترزقنى مالا فأؤدى منه حقا او امنع ، ولا كان رزقى يأتينى منها الا كفافا على ما علمت وقدرت لى ، فيقول الله جل جلاله : صدق عبدى خلوا عنه يدخل الجنة ، ويبقى الاخر حتى يسيل منه من العرق ما لو شربه اربعون بعيرا لكفاها ، ثم يدخل الجنة فيقول له الفقير : ما حسبك؟ فيقول : طول الحساب ، ما زال الشيء يجيئنى بعد الشيء يغفر لى ، ثم اسأل عن شيء آخر حتى تغمدنى الله عز وجل منه برحمة والحقنى بالتائبين ، فمن انت؟ فيقول : انا الفقير الّذي كنت معك آنفا ، فيقول : لقد غيرك النعيم بعدى.
الثالث روى فى كتاب العقل والجهل من الكافى بالاسناد عن ابى جعفر عليهالسلام ، قال : انما يداقّ الله العباد فى الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول فى الدنيا.
اقول : ان الّذي يعتبره العقل ويدل عليه كثير من الاخبار ان استحقاق الثواب والعقاب فى الآخرة على قدر العقل ، ولا يبعد ان يكون المداقة لاجل ظهور الاستحقاق لذلك.
الرابع ان الله تعالى سريع الحساب ، ذكر فى التفاسير له وجوه ، والاقرب ما فى نهج البلاغة : سئل عليهالسلام : كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم ، فقال عليهالسلام : كما يرزقهم على كثرتهم.
الخامس ان معنى سوء الحساب وشدة الحساب ان لا تقبل حسناتهم لعدم الاتيان