على وجهها ويؤاخذون بسيئاتهم فلا يشملهم العفو والشفاعة ، ويسر الحساب على عكس ذلك.
السادس روى فى التهذيب بالاسناد عن ابى بصير ، قال سمعت أبا جعفر يقول : اوّل ما يحاسب به العبد الصلاة فان قبلت قبل ما سواها ، وفى الحديث : اوّل ما يسأل عنه العبد حبنا اهل البيت.
السابع الكلام فى المحاسب ، ففى القرآن : وكفى بنا حاسبين ، وكفى بالله حسيبا ، وان حسابهم الاعلى ربى ، ثم ان علينا حسابهم ، وفى الاحاديث : إلينا اياب هذا الخلق وعلينا حسابهم ، وفى بعضها : اذا كان يوم القيامة جعل الله حساب شيعتنا إلينا ، وفى القرآن : اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ، فوجه الجمع ان الحساب بالحق الاصالى لله تعالى ، والائمة عليهمالسلام شهداء الخلق يتولونه باذنه تعالى كسائر ما بايديهم من الامور فى الدنيا والآخرة بولايتهم من قبل الحق تعالى ، وفى تفسير العياشى عن ابى عبد الله عليهالسلام فى قوله تعالى : ( اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ) ، قال : يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه حتى كانه فعله تلك الساعة ، فلذلك قالوا : يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصيها.
قال المفيد فى اوائل المقالات : القول فى الحساب وولاته والصراط والميزان : ان الحساب هو موافقة العبد على ما امر به فى دار الدنيا ، وانه يختص باصحاب المعاصى من اهل الايمان ، واما الكفار فحسابهم جزاؤهم بالاستحقاق ، والمؤمنون الصالحون يوفون اجورهم بغير حساب ، واقول : ان المتولى لحساب من ذكرت رسول الله صلىاللهعليهوآله وامير المؤمنين عليهالسلام والائمة من ذريتهما عليهمالسلام بامر الله تعالى لهم بذلك وجعله إليهم تكرمة لهم واجلالا لمقاماتهم وتعظيما على سائر العباد ، وبذلك جاءت الاخبار المستفيضة عن الصادقين عليهمالسلام عن الله تعالى ، وقد قال الله عز وجل : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) ، يعنى الائمة عليهمالسلام على ما جاء فى التفسير الّذي لا شك فى صحته ولا ارتياب ، وان الصراط جسر بين الجنة والنار تثبت عليه اقدام المؤمنين وتزلّ عنه اقدام الكفار الى النار وبذلك جاءت أيضا الاخبار ،