رواية النوفلي عن أبي الحسن عليهالسلام قال : «ذكرت الصوت عنده فقال : إنّ عليّ بن الحسين عليهماالسلام كان يقرأ القرآن فربّما يمرّ به المارّ فصعق من صوته أنّ الإمام أظهر من ذلك شيئاً لما احتمله الناس من حسنه» (١) الخ. وفي رواية عبد الله بن سنان عن رسول الله «لم يعط امّتي أقلّ من ثلث الجمال والصوت الحسن والحفظ» (٢). وفي رواية أبي بصير عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «إنّ من أجمل الجمال الشعر الحسن ونغمة الصوت الحسن» (٣) وفي رواية عبد الله بن سنان عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم «لكلّ شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن» (٤) وفي رواية اخرى عن أبي عبد الله عليهالسلام «قال : كان عليّ بن الحسين عليهماالسلام أحسن الناس صوتاً بالقرآن وكان السقّاءون يمرّون يستمعون قراءته» (٥). وفي رواية اخرى عن أبي جعفر عليهالسلام «ترجّع بالقرآن صوتك فإنّ الله عزوجل يحسب الصوت الحسن يرجع فيه ترجيعاً» (٦) وروى معاوية في الصحيح قال : «قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : الرجل لا يرى أنّه صنع شيئاً في الدعاء وفي القرآن حتّى يرفع صوته ، فقال : لا بأس إنّ عليّ بن الحسين عليهماالسلام كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن فكان يرفع صوته حتّى يسمعه أهل الدار ، وأنّ أبا جعفر عليهالسلام كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن ، فقال : إذا قام الليل وقرأ رفع صوته فيمرّ به مارّ الطريق من السقّائين وغيرهم فيقيمون فيستمعون إلى قراءته» (٧). إلى أن قال : وارتكاب التأويل في هذه الأخبار بحيث يجتمع مع القول بتحريم الغناء في القرآن يحتاج إلى تكلّف بيّن ... إلى أن قال : وحينئذٍ نقول : يمكن الجمع بين هذه الأخبار والأخبار الكثيرة الدالّة على تحريم الغناء بوجهين ، أحدهما : تخصيص تلك الأخبار ما عدا القرآن ، وحمل ما يدلّ على ذمّ التغنّي بالقرآن على قراءة تكون على سبيل اللهو كما يصنعه الفسّاق في غنائهم. وثانيهما : أن يقال
__________________
(١) الوسائل ٦ : ٢١١ / ١٢ ، ب ٢٤ قراءة القرآن ، الكافي ٢ : ٤٥٠ / ٤.
(٢) البحار ٢٢ : ٤٤٣ / ٢. ب ١٤ فضائل امّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٣) روضة المتّقين ١٠ : ١٧٠ ، الكافي ٢ : ٦١٥ / ٨.
(٤) الوسائل ٦ : ٢١١ / ٣ ، ب ٢٤ فضائل امّة ، الكافي ٢ : ٤٥٠ / ٩.
(٥) الوسائل ٦ : ٢١١ / ٤ ، ب ٢٤ فضائل امّة ، الكافي ٢ : ٤٥١ / ١١.
(٦) الكافي ٢ : ٦١٦ / ١٣.
(٧) الوسائل ٦ : ٢٠٩ / ٢ ، ب ٢٣ قراءة القرآن ، مستطرفات السرائر : ٩٧ / ١٧.