ما يمنعك من شربه؟ فقالت : قد قلّدتك ديني ، فقال : فلا تذوقي منه قطرة ، لا والله لا آذن لك في قطرة منه ، فإنّما تندمين إذا بلغت نفسك إلى هاهنا ، وأومأ بيده إلى حنجرته ـ يقولها ثلاثةً ـ أفهمت؟ فقالت : نعم ...» (١) الخ.
وخبر عليّ بن أسباط عن أبيه قال : «كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فقال له رجل : إنّ بي أرواح البواسير وليس يوافقني إلّا شرب النبيذ. قال : فقال : ما لك ولما حرّم الله ورسوله؟ ـ يقول ذلك ثلاثاً ـ عليك بهذا المريس الّذي تمرسه بالليل ، وتشربه بالغداة ، وتمرسه بالغداة وتشربه بالعشيّ ، فقال : هذا ينفخ البطن ، فقال : أدلّك على ما هو أنفع من هذا؟ عليك بالدعاء فإنّه شفاء من كلّ داء ، قال : فقلنا له : فقليله وكثيره حرام؟ قال : قليله وكثيره حرام» (٢).
وخبر ابن أبي يعفور قال : «كان إذا أصابته هذه الأوجاع فإذا اشتدّت به شرب الحسو من النبيذ فتسكن عنه فدخل على أبي عبد الله عليهالسلام ... إلى أن قال : فأخبره بوجعه وشربه النبيذ فقال له : يا ابن أبي يعفور لا تشربه فإنّه حرام ، إنّما هذا شيطان موكّل بك فلو قد يئس منك ذهب ، فلمّا رجع إلى الكوفة هاج به وجع أشدّ ممّا كان فأقبل أهله عليه فقال : لا والله لا أذوقنّ منه قطرة ، فيئسوا منه واشتدّ به الوجع أيّاماً ثمّ أذهب الله عنه فما عاد إليه حتّى مات» (٣).
وخبر سيف بن عميرة عن شيخ من أصحابنا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «كنّا عنده فسأله شيخ فقال : إنّ بي وجعاً وأنا أشرب له النبيذ ووصفه له الشيخ ، فقال له : ما يمنعك من الماء الّذي جعل الله منه كلّ شيء حيّ؟ قال : لا يوافقني ، قال : فما يمنعك من العسل؟ قال الله : «فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ» قال : لا أجده ، قال : فما يمنعك من اللبن الّذي نبت منه لحمك واشتدّ عظمك؟ قال لا يوافقني؟ قال : أبو عبد الله عليهالسلام : تريد أن آمرك بشرب الخمر ، لا والله لا آمرك» (٤).
__________________
(١) البحار ٢٥ : ٣٤٤ / ٢ ، ب ٢٠ الأنبذة والمسكرات ، الكافي ٦ : ٤١٣ / ١.
(٢) الوسائل ٢٥ : ٣٤٤ / ٣ ، ب ٢٠ الأشربة المحرّمة ، الكافي ٦ : ٤١٣ / ٣.
(٣) الوسائل ٢٥ : ٣٤٧ / ١١ ، ب ٢٠ الأشربة المحرّمة ، رجال الكشّي : ٢٤٧ / ٤٥٩.
(٤) الوسائل ٢٥ : ٣٤٨ / ١٦ ، ب ٢٠ الأشربة المحرّمة ، تفسير العيّاشي ٢ : ٢٦٤ / ٤٥.