يا ويحه من جمل ما أشقاه (١)
ويدلّ على ذلك تصغيرهم لها على «لييلة» ونظير «ليلة» و «وليال» : «كيكة وكياك» ؛ كأنّهم توهّموا أنّها «كيكات» في الأصل ، والكيكة : البيضة.
وأمّا النّهار : فقال الرّاغب (٢) : «هو في الشّرع : اسم لما بين طلوع الفجر إلى غروب الشّمس».
قال ابن فارس : «والنّهار» : ضياء ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس قال القرطبي(٣) : وهو الصحيح ؛ ويدلّ عليه ما ثبت في «صحيح مسلم» : عن عديّ بن حاتم ، قال : لمّا نزلت : (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [البقرة : ١٨٧] قال له عديّ : يا رسول الله ، إنّي جعلت تحت وسادتي عقالين ؛ عقالا أبيض ، وعقالا أسود ، أعرف بهما اللّيل من النّهار ، فقال رسول الله ـ صلوات الله البرّ الرّحيم وسلامه عليه ـ : «إنّ وسادك لعريض» يعني إنّما هو سواد الليل وبياض النهار (٤) ، وبهذا يقضي الفقه في الأيمان ، وبه ترتبط الأحكام.
وظاهر اللّغة أنّه من وقت الإسفار.
وقال ثعلب والنّضر بن شميل : «هو من طلوع الشّمس» زاد النّضر : ولا يعدّ ما قبل ذلك من النّهار.
وقال الزّجّاج : «أوّل النّهار ذرور الشّمس».
ويجمع على نهر وأنهرة ؛ نحو : قذال ، وقذل ، وأقذلة.
وقيل : لا يجمع ؛ لأنه بمنزلة المصدر ، [والصحيح : جمعه على ما تقدّم](٥).
قال : [الرجز]
٨٦٥ ـ لو لا الثّريدان لمتنا بالضّمر |
|
ثريد ليل ، وثريد بالنّهر (٦) |
وقد تقدّم اشتقاق هذه المادّة ، وأنّها تدلّ على الاتّساع ، ومنه «النّهار» لاتّساع ضوئه
__________________
(١) الرجز لأبي زغيب. ينظر شرح المفصل (٥ / ٧٣) والدرر (٢ / ٢٢٨) ، والمخصص : ٩ / ٤٤ ، واللسان (ليل) والدر المصون : ١ / ٤٢٠.
(٢) ينظر المفردات : ٥٢٨.
(٣) ينظر تفسير القرطبي : ٢ / ١٣٠.
(٤) أخرجه مسلم رقم (٧٦٧) وأبو داود (١ / ٧١٧) كتاب الصيام باب وقت السحور (٢٣٤٩) والطبراني في «الكبير» (١٧ / ٣٩) والطحاوي في «مشكل الآثار» (٢ / ٢٢٢) وانظر فتح الباري (٤ / ١٣٣) وإتحاف السادة المتقين.
(٥) سقط في ب.
(٦) البيت ذكره ابن منظور في اللسان «نهر» وينظر : الدر المصون : ١ / ٤٢٠.