«أقيموا» : قاله أبو البقاء (١) ، وقال : في محل خفض بالظرف.
قوله : «آزر» الجمهور (٢) على «آزر» بزنة «آدم» ، مفتوح الزاي والراء ، وإعرابه حينئذ على أوجه :
أحدها : أنه بدل من أبيه ، أو عطف بيان له إن كان آزر لقبا له ، وإن كان صفة له بمعنى المخطىء [كما قال الزجاج](٣) أو المعوج كما قاله الفراء (٤) ، وسليمان التيمي ، أو الشيخ الهرم كما قاله الضحاك فيكون نعتا ل «أبيه» ، أو حالا منه بمعنى : وهو في حال اعوجاج أو خطأ ، وينسب للزجاج.
وإن قيل : إن «آزر» كان اسم صنم كان أبوه يعبده ، كما قاله سعيد بن المسيب ومجاهد ، فيكون إذ ذاك عطف بيان ل «أبيه» أو بدلا منه ، ووجه ذلك أنه لما لازم عبادته نبز به وصار لقبا له كما قال بعض المحدثين : [البسيط]
٢٢٠٨ ـ أدعى بأسماء نبزا في قبائلها |
|
كأنّ أسماء أضحت بعض أسمائي (٥) |
كذا نسبه الزمخشري (٦) إلى بعض المحدثين ، ونسبه أبو حيان لبعض النحويين.
قال الزمخشري : «كما نبز ابن قيس ب «الرقيات» [اللاتي كان يشبّب بهن فقيل : ابن قيس الرّقيّات»](٧) أو يكون على حذف مضاف ، أي ل «أبيه» عابد آزر ، ثم حذف المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، وعلى هذا فيكون عابد صفة ل «أبيه» أعرب هذا بإعرابه ، أو يكون منصوبا على الذّمّ.
و «آزر» ممنوع من الصرف ، واختلف في علّة منعه ، فقال الزمخشري (٨) : والأقرب أن يكون وزن «آزر» «فاعل» ك «عابر» و «شالخ» و «فالغ» فعلى هذا هو ممنوع للعلميّة والعجمة.
وقال أبو البقاء (٩) : ووزنه «أفعل» ولم ينصرف للعجمة ، والتعريف على قول من لم يشتقه من الأزر أو الوزر ، ومن اشتقّه من واحد منهما قال : هو عربي ، ولم يصرفه للتعريف ، ووزن الفعل ، وهذا الخلاف يشبه الخلاف في «آدم» وقد تقدّم أن اختيار الزمخشري فيه أنه «فاعل» ك «عابر» ومن جرى على ذلك ، وإذا قلنا بكونه صفة على ما قاله الزّجّاج بمعنى المخطىء ، أو بمعنى المعوج ، أو بمعنى الهرم ، كما قاله الفراء
__________________
(١) ينظر : الإملاء ١ / ٢٤٨.
(٢) ينظر : الدر المصون ٣ / ١٠٠ ـ ١٠٢ ، البحر المحيط ٤ / ١٦٩.
(٣) ينظر : معاني القرآن ٢ / ٢٩٠.
(٤) ينظر : معاني القرآن ١ / ٣٤٠.
(٥) البيت لأبي محمد عبد الله الخازن.
ينظر : شرح شواهد الشافية ص (٢٩٨) ، الانصاف ٢ / ٣٠ ، البحر ٤ / ١٦٩ ، الدر المصون ٣ / ١٠٠ ، الكشاف ٢ / ٣٩.
(٦) ينظر : الكشاف ٢ / ٣٩.
(٧) سقط في أ.
(٨) ينظر : الكشاف ٢ / ٣٩.
(٩) ينظر : الإملاء ١ / ٢٤٨.