ذكره من المشركين واليهود والكذبة المفترين و (فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ) خبر المبتدأ ، والجملة في محلّ خفض بالظّرف.
و «الغمرات» جمع «غمرة» وهي الشدة المفظعة وأصلها من غمره الماء إذا ستره ، وغمرة كلّ شيء كثرته ومعظمه ، ومنه غمرة الموت وغمرة الحرب.
ويقال : غمرت الشيء إذا علاه وغطّاه.
قال الزّجّاج (١) : يقال لكل من كان في شيء كثير : قد غمره ذلك وغمره الدّين إذا كثر عليه ، ثم يقال للمكاره والشدائد : غمرات ، كأنها تستر بغمرها وتنزل به قال في ذلك : [الوافر]
٢٢٣٤ ـ ولا ينجي من الغمرات إلّا |
|
براكاء القتال أو الفرار (٢) |
ويجمع على «غمر» ك «عمرة» و «عمر» كقوله : [الوافر]
٢٢٣٥ ـ .......... |
|
وحان لتالك الغمر انقشاع (٣) |
ويروى «انحسار».
وقال الرّاغب (٤) : أصل الغمر إزالة أثر الشيء ومنه قيل للماء الكثير الذي يزيل أثر سيله : غمر وغامر ، وأنشد غير الراغب على غامر : [الكامل]
٢٢٣٦ ـ نصف النّهار الماء غامره |
|
ورفيقه بالغيب لا يدري (٥) |
ثم قال : «والغمرة معظم الماء لسترها مقرّها ، وجعلت مثلا للجهالة التي تغمر صاحبها».
والغمر : الذي لم يجرّب الأمور ، وجمعه أغمار ، والغمر : ـ بالكسر ـ الحقد ، والغمر بالفتح : الماء الكثير ، والغمر بفتح الغين والميم : ما يغمر من رائحة الدّسم سائر الروائح ، ومنه الحديث «من بات وفي يديه غمر».
وغمر يده ، وغمر عرضه دنس ، ودخلوا في غمار الناس وخمارهم ، والغمرة ما
__________________
(١) ينظر : الفخر الرازي ١٣ / ٦٩.
(٢) البيت لبشر بن أبي خازم. ينظر : شرح المفضليات ٣ / ١١٩٣ ، جامع البيان ١١ / ٥٣٨ ، اللسان (برك) ، الدر المصون ٣ / ١٢٣.
(٣) تقدم.
(٤) ينظر : المفردات ٣٦٥.
(٥) البيت للمسيب بن علس ، ونسب للأعشى ميمون.
ينظر : أدب الكاتب ص (٣٥٩) ، إصلاح المنطق ص (٢٤١ ، ٢٥٠) ، شرح شواهد المغني ٢ / ٨٧٨ ، لسان العرب (نصف) ، وللأعشى في جمهرة اللغة ص (١٢٦٢) ، خزانة الأدب ٣ / ٢٣٣ ، ٥ / ٢٣٥ ، ٢٣٦ ، الدرر ٤ / ١٧ ، تذكرة النحاة ص (٦٨٣) ، رصف المباني ص (٤١٩) ، سر صناعة الإعراب ٢ / ٦٤٢ ، شرح الأشموني ١ / ٢٦٠ ، شرح المفصل ٢ / ٦٥ ، مغني اللبيب ٢ / ٥٠٥ ، ٦٣٦ ، همع الهوامع ١ / ٢٤٦ ، الدر المصون ٣ / ١٢٣.