وقال الربيع بن أنس : نزل (١).
وقال عطاء : حلّ ، والمعنى يدور على الإحاطة والشمول ، ولا تستعمل إلا في الشر.
قال الشاعر : [الطويل]
٢١١٥ ـ فأوطأ جرد الخيل عقر ديارهم |
|
وحاق بهم من بأس ضبّة حائق (٢) |
وقال الراغب (٣) : «قيل : وأصله : حقّ ، فقلب نحو «زلّ وزال» ، وقد قرىء «فأزلهما وأزالهما» وعلى هذا ذمّه وذامه».
وقال الأزهري (٤) : «جعل أبو إسحاق «حاق» بمعنى «أحاط» ، وكأنّ مأخذه من «الحوق» وهو ما استدار بالكمرة» (٥).
قال : «وجائز أن يكون الحوق فعلا من «حاق يحيق» ، كأنه في الأصل : حيق ، فقلبت الياء واوا لانضمام ما قبلها».
وهل يحتاج إلى تقدير مضاف قبل «ما كانوا»؟
نقل الواحديّ عن أكثر المفسرين (٦) ذلك ، أي : عقوبة ما كانوا ، أو جزاء ما كانوا ، ثم قال : «وهذا إذا جعلت «ما» عبارة عن القرآن والشريعة وما جاء به النّبي صلىاللهعليهوسلم ، وإن جعلت «ما» عبارة عن العذاب الذي كان صلىاللهعليهوسلم يوعدهم به إن لم يؤمنوا استغنيت عن تقدير المضاف ، والمعنى : فحاق بهم العذاب الذي يستهزئون به ، وينكرونه».
والسّخرية : الاستهزاء والتهكّم ؛ يقال : سخر منه وبه ، ولا يقال إلّا استهزاء به فلا يتعدّى ب «من».
وقال الراغب (٧) : «سخرته إذا سخّرته للهزء منه ، يقال : رجل سخرة بفتح الخاء إذا كان يسخر من غيره ، وسخرة بسكونها إذا كان يسخر منه ومثله : «ضحكة وضحكة» ، ولا ينقاس».
وقوله : (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا) [المؤمنون : ١١٠] يحتمل أن يكون من التسخير ، وأن يكون من السّخرية.
وقد قرىء سخريا وسخريا بضم السين وكسرها.
وسيأتي له مزيد بيان في موضعه إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) في ب : فنزل.
(٢) ينظر : البحر ٤ / ٧٢ ، المحرر الوجيز لابن عطية ٢ / ٢٧٠ ، روح المعاني ٧ / ١٠٢ ، الدر المصون ٣ / ١٥.
(٣) ينظر : المفردات [١٩٦].
(٤) ينظر : تهذيب اللغة ٥ / ١٢٦.
(٥) الكمرة : رأس الذّكر والجمع كمر والمكمور من الرجال : الذي أصاب الخاتن طرف كمرته ينظر : لسان العرب ٥ / ٣٩٢٩ [كمر].
(٦) ينظر : الدر المصون ٣ / ١٥.
(٧) ينظر : المفردات (٣٣٣) [مخر].