وقال الكرمانيّ : «قراءة ابن عامر وإن ضعفت في العربيّة للإحالة بين المضاف والمضاف إليه فقويّة في الرّواية عالية» انتهى.
وقد سمع ممّن يوثق بعربيّته : «ترك يوما نفسك وهواها سعي في رداها» أي : ترك نفسك يوما مع هواها سعي في هلاكها.
وأما ما ورد في النّظم من الفصل بين المتضايفين بالظّرف ، وحرف الجرّ ، وبالمفعول فكثير ، وبغير ذلك قليل ، فمن الفصل بالظّرف قول الشّاعر : [الطويل]
٢٣٢٩ ـ فرشني بخير لا أكونن ومدحتي |
|
كناحت ـ يوما ـ صخرة بعسيل (١) |
وتقديره : كناحت صخرة يوما ؛ ومثله قول الآخر : [الوافر]
٢٣٣٠ ـ كما خطّ الكتاب بكفّ ـ يوما ـ |
|
يهوديّ ... (٢) |
وقول الآخر : [السريع]
٢٣٣١ ـ قد سألتني أمّ عمرو عن ال |
|
أرض الّتي تجهل أعلامها |
لمّا رأت ساتيدما استعبرت |
|
لله درّ ـ اليوم ـ من لامها |
تذكرّت أرضا بها أهلها |
|
أخوالها فيها وأعمامها (٣) |
يريد : لله درّ من لامها اليوم ، و «ساتيدما» قيل : هو مركّب والأصل : «ساتي دما» ثم سمّي به هذا الجبل ؛ لأنه قتل عنده ، قيل : ولا تبرح القتلى عنده ، وقيل : «ساتيد» كله اسم و «ما» مزيدة ؛ ومثال الفصل بالجار قوله : [الطويل]
٢٣٣٢ ـ هما أخوا ـ في الحرب ـ من لا أخا له |
|
إذا خاف يوما نبوة فدعاهما (٤) |
وقال الآخر في ذلك : [البسيط]
٢٣٣٣ ـ لأنت معتاد ـ في الهيجا ـ مصابرة |
|
يصلى بها كلّ من عاداك نيرانا (٥) |
وقوله أيضا : [البسيط]
__________________
(١) ينظر : أوضح المسالك ٣ / ١٨٤ ، الدرر ٥ / ٤٣ ، شرح التصريح ٢ / ٥٨ ، شرح الأشموني ٤ / ٣٢٨ شرح عمدة الحافظ ٣٢٨ ، همع الهوامع ٢ / ٥٢ ، المقاصد النحوية ٣ / ٤٨١ ، لسان العرب (عسل) ، الدر المصون ٣ / ١٨٩.
(٢) تقدم.
(٣) تقدم.
(٤) البيت لدرنا بنت عبعبة ينظر : الكتاب ١ / ١٨٠ ، والعيني ٣ / ٤٧٢ ابن يعيش ٣ / ١٩ ، الخصائص ٢ / ٤٠٥ ، الإنصاف ٢ / ٤٣٤ ، اللسان (أبي) شرح الحماسة ٣ / ١٠٨٢ ، وفيها نسبته إلى عمرة الخثعمية ترثي ابنيها ، وهو الأصوب ، الدر المصون ٣ / ١٨٩. والشاهد فيه الفصل بالجار والمجرور ، وهو «فِي الْحَرْبِ» بين المضاف والمضاف إليه.
(٥) ينظر : المقاصد النحوية ٣ / ٤٨٥ ، الدر المصون ٣ / ١٨٩.