٢٣٦٥ ـ ألا إن لا تكن إبل فمعزى |
|
كأنّ قرون جلّتها العصيّ (١) |
وقال أبو زيد : إنه يجمع على أمعوز ؛ وأنشد : [الكامل]
٢٣٦٦ ـ .......... |
|
كالتّيس في أمعوزه المتربّل (٢) |
ويجمع أيضا على معيز ؛ وأنشدوا لامرىء القيس : [الوافر]
٢٣٦٧ ـ ويمنحها بنو شمجى بن جرم |
|
معيزهم حنانك ذا الحنان (٣) |
قال القرطبيّ (٤) : والمعز من الغنم خلاف الضّأن ، وهي ذوات الأشعار والأذناب القصار ، وهو اسم جنس ، وكذلك المعز والمعيز والأمعوز والمعزى ، وواحد المعز : ماعز ؛ مثل صاحب وصحب ، والأنثى ما عزة وهي العنز والجمع مواعز ، وأمعز القوم : كثرت معزاهم ، والمعّاز : صاحب المعزى والمعز : الصّلابة من الأرض ، والأمعز : المكان الصّلب الكثير الحصى ، والمعزاء أيضا ، واستمعز الرّجل في أمر : جدّ ، والإبل : اسم جمع لا واحد له من لفظه بل واحده جمل وناقة وبعير ، ولم يجىء اسم على «فعل» عند سيبويه (٥) غيره ، وزاد غير سيبويه بكرا وإطلا ووتدا ومشطا ، وسيأتي لهذا مزيد بيان في [سورة] الغاشية ـ إن شاء الله تعالى ـ والنّسبة إليه إبليّ بفتح الباء لئلّا يتوالى كسرتان مع ياءين.
قوله : (آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ) آلذّكرين : منصوب بما بعده ؛ وسبب إيلائه الهمزة ما تقدّم في قوله : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ) [المائدة : ١١٦] و «أم» عاطفة للأنثيين على الذّكرين ؛ وكذلك «أم» الثانية عاطفة «ما» الموصولة على ما قبلها ، فمحلّها نصب ، تقديره : أم الّذي اشتملت عليه أرحام ، فلما التقت الميم ساكنة مع ما بعدها ، وجب الإدغام.
قال القرطبي : ووردت المدّة مع ألف الوصل ؛ لتفرق بين الاستفهام والخبر ، ويجوز حذف الهمزة ؛ لأن «أم» تدلّ على الاستفهام ؛ كقوله : [المتقارب]
٢٣٦٨ ـ تروح من الحيّ أم تبتكر |
|
وماذا يضيرك لو تنتظر (٦) |
و «أم» في قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ) منقطعة ليست عاطفة ؛ لأن ما بعدها
__________________
(١) تقدم.
(٢) عجز بيت لربيعة بن مقروم الضبي وصدره :
أخلصته صنعا فاغن محملجا
ينظر : الدر المصون ٣ / ٢٠٣ النوادر (٧٧).
(٣) ينظر : ديوانه ١٤٣ ، المقتضب ٣ / ٢٢٤ ، مجاز القرآن ٢ / ٢ ، التهذيب ٣ / ٤٤٧ (حن) ، اللسان (حنن) ، الدر المصون ٣ / ٢٠٣.
(٤) ينظر : القرطبي ٧ / ٧٥.
(٥) ينظر : الكتاب ٢ / ١٧٩.
(٦) البيت لامرىء القيس ، ينظر : ديوانه ص ١٥٤ ، والأزهية ص ٣٧ ، واللسان (عبد) ، ورصف المباني ص ٤٥ والقرطبي ٧ / ٧٥.