٢٣٧٦ ـ تضغو الخنانيص والغول الّتي أكلت |
|
في حاوياء ردوم اللّيل مجعار (١) |
وأنشد ابن الأنباري : [الطويل]
٢٣٧٧ ـ كأنّ نقيق الحبّ في حاويائه |
|
فحيح الأفاعي أو نقيق العقارب (٢) |
فإن كان مفردها حاوية ، فوزنها فواعل ؛ كضاربة وضوارب ونظيرها في المعتلّ : «زاوية» و «زوايا» ، و «راوية» و «روايا» ، والأصل : حواوي كضوارب ، فقلبت الواو التي هي عين الكلمة همزة ؛ لأنها ثاني حرفي لين ، اكتنفا مدّة مفاعل ، فاستثقلت همزة مكسورة فقلبت ياء ، فاستثقلت الكسرة على الياء فجعلت فتحة ، فتحرّك حرف العلّة وهو الياء الّتي هي لام الكلمة بعد فتحة ، فقلبت ألفا [فصار «حوايا» ، وإن شئت قلت : قلبت الواو همزة مفتوحة ، فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا] ، فصارت همزة مفتوحة بين ألفين يشبهانها فقلبت الهمزة ياء ، وقد تقدّم تحقيق هذا في قوله : (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ) [البقرة : ٥٨] واختلاف أهل التّصريف في ذلك.
وكذلك إذا قلنا : مفردها «حاوياء» ، كان وزنها فواعل أيضا ؛ كقاصعاء وقواصع ، وراهطاء ورواهط ، والأصل : حواوي أيضا ، ففعل به ما فعل في الذي قبله.
وإن قلنا : إن مفردها «حويّة» فوزنها فعائل كطرائف ، والأصل : حوائي فقلبت الهمزة ياء مفتوحة ، وقلبت الياء التي هي لام ألفا ، فصار اللّفظ «حوايا» أيضا ، فاللّفظ متّحد والعمل مختلف.
قوله : (أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ) فيه ما تقدّم في «حوايا» ورأي الفرّاء (٣) فيه : أنّه منصوب نسقا على «ما» المستثناة في قوله : (إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما) والمراد به الألية.
وقيل : هو كلّ شحم في الجنب والعين والأذن والقوائم ، والمحرّم الثّرب وشحم الكلّية.
فصل
قال القرطبي (٤) : أخبر الله ـ تعالى ـ أنه كتب تحريم هذا عليهم في التّوراة ردا لكذبهم ، ونصّه فيها : «حرّمت عليكم الميتة والدّم ولحم الخنزير وكلّ دابّة ليست مشقوقة الحافر ، وكل حوت ليس فيه سفاسق» ، أي : بياض ، ثم نسخ الله ذلك كلّه بشريعة محمّد صلىاللهعليهوسلم ، وأباح لهم ما كان محرّما عليهم من الحيوان ، وأزال الحرج بمحمّد ـ عليهالسلام ـ
__________________
(١) ينظر : ديوانه ٦٨ ، اللسان (جوا) شرح شواهد الشافية ٤٤٣ ، التهذيب ٨ / ٢٩٤ (شق) الدر المصون ٣ / ٢٠٩.
(٢) ينظر : ديوانه ١ / ٢٣٩ ، التهذيب ٥ / ٢٩٢ ، (جوى) ، اللسان (جوا) الدر المصون ٣ / ٢٠٩.
(٣) ينظر : معاني القرآن ١ / ٣٦٣.
(٤) ينظر : القرطبي ٧ / ٨٣.