اعلم ان الجزء هو ما يمكن ان يلاحظ موجودا فى نفسه فى قبال شيء شامل له ولغيره فله بذاته وجود ووجوده لذلك الشيء فهو نظير العرض القائم بالموضوع من حيث ان له وجودا فى نفسه ووجوده فى نفسه انما هو لغيره ، الا ان الفرق بين الجزء والعرض ان الجزء وجوده فى نفسه متقدم بالطبع على الكل وان العرض وجوده فى نفسه متأخر بالطبع عن الموضوع فالجزء بوجوده النفسى جزء علة الكل والموضوع جزء علة لوجود العرض النفسى واما الوجود لغيره فى الجزء وفى العرض كليهما لا تقدم ولا تأخر له بالنسبة الى وجود الغير الّذي هو الكل او الموضوع من حيث هو كل او موضوع ، ولا يخفى انه ليس فى الواقع وجودان للجزء وكذا العرض بل الوجود الّذي هو لذات الجزء يعتبر انضمامه بوجود سائر الاجزاء حتى يحصل وجود واحد للكل وبهذا الاعتبار يتحقق عنوان الجزئية لذات الجزء فالجزء بما هو جزء لا تقدم له على الكل بما هو كل لان الجزئية والكلية متضايفتان وكل منهما وجودا وعدما دائرة مدار وجود الاخرى وعدمها ، والمصنف رحمهالله اراد بما يتقدم المركب وجودا وعدما ذوات الاجزاء لانها من حيث هى اجزاء لا تقدم لها على المركب
ثم ان الجزء اما عقلى كالحيوان للانسان فان الحيوان ليس له فى الخارج وجود فى نفسه فليس هو جزء للانسان فى الخارج ، واما خارجى كالجدار للبيت ، والجزء الخارجى يقع فى العقل اذا تصور.
قوله : بالقياس الى الذهن والخارج ـ ليس معناه ان الجزء مطلقا متقدم على الكل بحسب الوجودين حتى يستشكل بان الجزء العقلى ليس جزء فى الخارج حتى يكون متقدما بحسب الخارج فكيف حكم المصنف بتقدم كل جزء بحسب الوجودين ، بل معناه ان الجزء الخارجى متقدم على الكل بالقياس الى الخارج والجزء الذهنى متقدم على الكل بالقياس الى الذهن ، وعطف الخارج على الذهن بالواو لا ينافى ذلك بل يلائمه جدا كما فسرنا.
ان قلت : كون الخاصة الاولى متعاكسة مع الجزء ينافى هذا التفسير لان