الخاصة الاولى للجزء هى تقدمه على الكل ومعنى التعاكس ان كل جزء متقدم على الكل وكل ما هو متقدم على الكل جزء له مع ان كلية العكس منقوضة بالعلة الفاعلية والعلة الغائية والموضوع الّذي هو علة للعرض حيث انها متقدمة على الكل المعلول وليست باجزاء له فليست متعاكسة اى ليس العكس كليا كالاصل بخلاف ذلك التفسير الاول فانه لا يأتى فيه هذا الانتقاض لانا اذا قلنا : ان كل جزء مطلقا متقدم على الكل بحسب الوجودين وكل متقدم على الكل بحسب الوجودين جزء له لم تنتقض كلية العكس لان العلة الفاعلية والموضوع ليسا متقدمين بحسب الوجود الذهنى والعلة الغائية ليست متقدمة بحسب الوجود الخارجى ، قلت : مع الاغماض عما فى تفسير كم من كذب الاصل وعدم شمول العكس للمتقدم بحسب الوجود الذهنى فقط كالحيوان فانه ليس متقدما على الانسان بحسب الخارج مع انه جزء له ان هذا الانتقاض الّذي ذكرتم فى تفسيرنا موهوم ليس بواقع لان التقدم المذكور فى الاصل والعكس هو التقدم بالطبع الّذي عبروا عنه بالتقدم بحسب الوجود والعدم لا التقدم بالماهية كما توهم صاحب الشوارق ولا غيره من اقسام التقدم وما قلنا هو صريح كلام المصنف حيث قال : يتقدمه وجودا وعدما ، وان الاصل على تفسير ناقضيتان هما ان كل جزء بحسب الخارج متقدم بالطبع على الكل بحسب الخارج وان كل جزء بحسب الذهن متقدم بالطبع على الكل بحسب الذهن فعكس الاولى هو ان كل ما هو متقدم بالطبع على الكل بحسب الخارج هو جزء له بحسب الخارج وعكس الثانية هو ان كل ما هو متقدم بالطبع على الكل بحسب الذهن هو جزء له بحسب الذهن ، وان المراد بالكل الماخوذ فى هذه القضايا هو الماهية المركبة التى هى كل بالنسبة الى ما هو متقدم عليها بالطبع لا كل ما هو متقدم عليها بالطبع او بغير الطبع ولو لم تكن هى كلا بالنسبة إليه ، وعلى هذا فحاصل العكسين ان كل ما هو داخل فى قوام الماهية بحسب الخارج فهو جزء خارجى وان كل ما هو داخل فى قوامها بحسب الذهن فهو جزء ذهنى ، وببيان آخر : ان المراد بتقدم الجزءان يكون تقوم الماهية به ان كان فى الخارج ففى الخارج وان كان فى الذهن ففى الذهن