للمركبات التامة هى المعدن والنبات والحيوان المسماة بالمواليد الثلاثة وتحت كل منها انواع كثيرة فان المعدن ينقسم الى الجامد والمائع المنقسم الى اللاصق كالنفط وغير اللاصق كالزيبق والجامد ينقسم الى الجواهر الشفافة كالالماس والياقوت والى غير الشفافة المنقسم الى الفلز كالحديد والنحاس والذهب والرصاص والى غير الفلز المنقسم الى الطين كطين داغستان وطين الطباشير والطين الاحمر والى غيره كالحجر المعدنى ، والنبات ينقسم الى البحرى والبرى المنقسم الى ذات الاثمار وغيرها المنقسم الى ذات الورد وغيرها ، والحيوان ينقسم الى البحرى والبرى المنقسم الى الطائر وغير الطائر المنقسم الى ذوات القوائم وغيرها مما فى احصاء خالقها.
ولا شبهة ان تلك الانواع والتى تحتها وتحت ما تحتها مختلفة اختلافا لا يكون بسبب الهيولى ولا بسبب الجسمية المشتركة لان كلا منهما حقيقة واحدة فى الجميع ولا بسبب المبدأ الفياض ولا بسبب العناصر لان الاختلاف بها لا يزيد على أربعة فهو اذن بسبب التركيب وما يعرض بعده من المزاج فان الامزجة تختلف باختلاف التراكيب التى تختلف باختلاف الكيفيات التى تختلف باختلاف مقادير اجزاء الاسطقسات ، ولما كان انقسام الاسطقسات غير متناه بمعنى انه لا يقف على حد كان التركيب غير متناه والمزاج الّذي يبتنى على التركيب غير متناه فكلما خرج مزاج الى الوجود امكن مزاج آخر غير ما خرج إليه فلذلك لم يكن اثنان ولو من نوع واحد متوافقين فى كل شيء ، وعدم التناهى هذا هو طول المزاج للنوع ، وله عرض محدود بجانبين يقال لهما طرف الافراط وهو الطرف المنتهى الى نوع آخر اشرف وطرف التفريط وهو الطرف المنتهى الى نوع آخر اخسّ ، فلنوع المعدن طرف تفريط لو تنازل فى المزاج عنه وبعد من الاعتدال اكثر مما كان للحق بالعنصر كالطين الاصفر مثلا وطرف افراط لو تصاعد فيه عنه وقرب من الاعتدال اكثر مما كان للحق بالنبات كالمرجان مثلا ، ولنوع النبات طرف تفريط لو تنازل عنه للحق بالمعدن كذات اشواك تنبت فى قفار البر وطرف افراط لو تصاعد عنه للحق بالحيوان