الطبيعية بعد الخروج عنها وبعبارة اخرى هى الخروج عن الحالة الغير الطبيعية الى الحالة الطبيعية واما الخروج عن الحالة الطبيعية فليست لذة عنده بل ذلك عنده هو الالم او سببه فالصواب هو احدى هاتين العبارتين فعنده لذة الاكل هى زوال الم الجوع ولذة الوقاع زوال الم دغدغة المنى لاوعيته وهكذا قال ان الامور المستمرة لا يشعر بها فاذا تجدد زوال حالة غير طبيعية الى حالة طبيعية يشعر بها فقد قارن ادراك الحالة ذلك الزوال الّذي هو اللذة فظنوا ان ادراك الحالة الطبيعية اى الملائمة هو اللذة فقد اخذوا ما بالعرض مكان ما بالذات انتهى.
اقول : يظهر أيضا من قول الشارح العلامة فى الشرح : حتى لا يجعل اللذة عبارة عن الخلاص عن الم الشوق ان الصحيح هو عن الحالة الغير الطبيعية لان الم الشوق حالة غير طبيعية.
ثم ان القوشجى وصاحب الشوارق اخذ الحالة الغير الطبيعية كامثال الم الجوع ودغدغة المنى وهذا يلازم الم الشوق الّذي وقع فى كلام الشارح العلامة لان تلك الحالات تستتبع شوقا الى ما يدفعها من الاكل والجماع
قول الشارح : ولهذا تلتذ بصورة الخ ـ حاصل مدعى ابن زكريا هو ما فى السنة اهل الزهد من ان اللذات الدنيوية ليست الا دفع الآلام ، ونحن ندعى ان اللذات ليست منحصرة فى ذلك بل تحصل من دون ان يسبقها الم وشوق وحالة غير طبيعية كما يلتذ الانسان بصورة يشاهدها من غير سابقة ابصار ليكون له شوق وكما يلتذ بشراب حلو من دون ان يكون له الم العطش وكما يلتذ بمصادفة مال او لقاء حبيب او وصول مقام من دون ان يكون له تعب الطلب والم الشوق ، وامثال ذلك على كثرتها.
قول المصنف : وقد يستند الالم الى التفرق ـ اعلم ان الاقوال فى السبب الذاتى للألم الحسى ثلاثة : الاول قول ابن سيناء وهو ان كلا من تفرق اجزاء العضو وسوء المزاج المختلف سبب ذاتى له وهذا ظاهر المصنف هنا ، الثانى قول جالينوس وهو ان السبب الذاتى له هو تفرق اجزاء العضو فقط ، الثالث قول الفخر الرازى