وهو ان السبب الذاتى هو سوء المزاج المختلف فقط ، وتفرق الاجزاء انما هو علة معدة لبعض الآلام ، وللفخر استدلالات ذكرت فى شرح القوشجى والشوارق مع اجوبتها.
قول الشارح : بان التفرق عدمى الخ ـ هذا احد استدلالات الفخر على ان تفرق الاجزاء ليس سببا ذاتيا للألم الحسى.
قوله : وفيه نظر لان التفرق الخ ـ حاصل الجواب ان التفرق ليس عدما محضا مطلقا بل هو عدم الملكة يمكن ان يكون سببا لامر وجودى باعتبار موضوعه بان يكون التأثير لموضوعه من حيث اتصافه بهذا العدم المضاف كما ان الحجر الساكن سبب لاتكاء جسم آخر عليه من حيث اتصافه بالسكون الّذي هو عدم الحركة ، وفيما نحن فيه يمكن ان يكون سبب الالم اجزاء العضو من حيث اتصافه بالتفرق ، فالسبب الذاتى فى الحقيقة هو التفرق الا انه لا يتم تأثيره الا بالموضوع الّذي هو قائم به.
قوله : على ان التفرق انما كان الخ ـ هذا لا يصلح للرد على الفخر لانه قد تسلم ان التفرق علة بالعرض اى علة معدة والعلة بالذات هو سوء المزاج المختلف.
قوله : سوء المزاج المختلف الخ ـ المزاج المختلف هو كيفية مخالفة لكيفية العضو ترد على العضو بسبب من الاسباب وتخرج مزاج العضو عن اعتداله ولا يزالان يتدافعان حتى يزول احدهما ويبقى الآخر فما دام التدافع باقيا يحس العضو بالالم ، ويقال للمزاج الوارد المزاج المختلف لمخالفته مع مزاج العضو ، واذا زال احدهما زال التدافع فزال الالم سواء كان الزائل مزاج العضو الاصلى او المزاج الوارد الا انه فى صورة بقاء المزاج الوارد وزوال المزاج الاصلى يحصل للعضو نقص كاللقوة واليبوسة والفالج وغيرها ، ويقال للمزاج الوارد اذا بقى وازال المزاج الاصلى المزاج المتفق كانه اتفق مع العضو فى ازالة المزاج الاصلى ، واما اطلاق السوء على كل منهما فظاهر لانه كيفية سيئة للعضو.
قول المصنف : وكل منهما حسى وعقلى ـ المراد من الحسى هنا ما عدا العقلى