العقلى على ما مر عن قريب ، وقد يراد بها القوة الشهوية المحركة الباعثة للنفس على افعال بهيمية من الاكل والشرب والنكاح وغيرها ، وقد يراد بها اشتهاء النفس وميل الطبع الى شيء من دون التفات الى نفعه للبدن او الروح او ضره بهما كميل الطبع الى الطعام عند الجوع وميله الى الوقاع عند امتلاء وعاء المنى وغير ذلك.
اذا علمت هذا فمراد الشارح بالشهوة ان كان المعنى الاول كما انه مراد القائلين بان الإرادة هى الميل فلا يفارق العلم بالنفع هذه الشهوة كما مر بيانه ، وان كان مراده احد المعانى الثلاثة الباقية فيفارقها الا انهم لم يقولوا ان الإرادة هى احدها ، نعم قد قلنا : ان المعنى الاول ما لم يبلغ الكمال ليس بالارادة.
قول المصنف : واحدهما لازم مع التقابل ـ اى كل من الإرادة والكراهة تستلزم الاخرى مع تقابل متعلقيهما بان يتعلق الإرادة بالفعل والكراهة بالترك او بالعكس.
قول الشارح : اعنى الشيء والضد ـ اى الفعل والترك ، واطلاق الضد على الترك الّذي هو عدم الفعل عما من شأنه ان يفعل مذهب طائفة من المتكلمين ، وسيأتى توضيحه فى المسألة الخامسة من المقصد السادس إن شاء الله تعالى.
قوله : وذهب قوم الخ ـ هم ابو الحسن الاشعرى وجماعة من اتباعه ، قالوا : ان إرادة الشيء نفس كراهة تركه لان إرادة الشيء لو لم تكن نفس كراهة ضده فاما ان تكون مثلا لها او ضدا لها او مخالفة لها لان النسبة بين الشيئين المتغايرين احد الثلاثة لا غير ، لا سبيل الى الاول والثانى اذ لو كانا مثلين او ضدين لم تجتمعا ، ولا الى الثالث لان المخالف للشىء يجامعه ويجامع ضده كالحلاوة المخالفة للبياض المجامعة له وللسواد وإرادة الفعل لا يجامع كراهة الترك وضد كراهته لان ضد كراهة الترك هو إرادة الترك فيلزم اجتماع إرادة الفعل وإرادة الترك وهو محال وكذا إرادة الترك لا يجامع كراهة الفعل وضد كراهته لان ضد كراهة الفعل هو إرادة الفعل فيلزم اجتماع إرادة الترك وإرادة الفعل وهو محال ، واذ ليس بينهما احدى النسب الثلاث فهما امر واحد ، والجواب ان الصغرى ممنوعة فيما اذا كان احد المتخالفين لازما