للآخر كالامكان المخالف اللازم للانسان مثلا فانه لا يجامع الامكان وضده اذ لو جامع ضده لم يكن الامكان لازما له ، وما نحن فيه من هذا القبيل ، بل اشد اذ اللزوم من الطرفين فهما متلازمتان متخالفتان.
اعلم ان الاشعرى انما ذهب الى ما ذهب لانه لا معنى للكراهة عنده بالمعنى المقابل للارادة كما مر ذكره فإرادة الفعل عنده ليست الا لارادة الترك وإرادة الترك ليست عنده الا لا إرادة الفعل
قوله : من باب اخذ ما بالعرض الخ ـ اى اخذ لازم الشيء مكان نفسه.
قوله : لازم للعلم قطعا ـ اى لازم لتصور الفعل جزئيا الّذي قد مر فى المسألة العاشرة من الفصل الثالث من المقصد الاول انه اوّل المبادى لصدور الفعل.
قول المصنف : ويتغاير اعتبار هما بالنسبة الى الفاعل وغيره ـ قد علمت ان المصنف على ان الإرادة هى العلم بما فى الفعل من النفع والمصلحة وان الكراهة هى العلم بما فى الفعل من الضرر والمفسدة ، فاعلم ان هذا العلم اما ان يتعلق بالمصلحة او المفسدة الواقعة فى الفعل باعتبار صدوره عن نفس العالم المعتقد بتلك المصلحة او باعتبار صدوره عن غيره فيقال لهما بالاعتبار الاول الإرادة والكراهة التكوينيتان وبالاعتبار الثانى التشريعيتان.
ثم كما ان الاعتقاد الاول يبعث المعتقد على ان يوجد الفعل فى الخارج او يعدمه بتركه او يبقيه على العدم لو لم يكن مشتغلا به كذلك الاعتقاد الثانى يبعثه على ان يطلب ايجاد الفعل من ذلك الغير او اعدامه او ابقائه على العدم بانشاء الطلب وبهذا الانشاء يقال له الامر او الناهي.
فههنا إرادة او كراهة ، طلب ايجاد او طلب اعدام ، امرا ونهى ، فهل هى اى الإرادة وطلب الايجاد والامر او الكراهة وطلب الاعدام والنهى امور متحدة بالحقيقة والاعتبار مصداقا ومفهوما بحسب اللغة والعرف العام والخاص او امور مختلفة فى كل ذلك او فى بعضها فللاقوام فيه خلاف ليس هاهنا مجال ذكره.
قول الشارح : فهى عبارة عن صفة ـ اى اعتقاد بالنفع على مذهب المصنف