واضرابه او غير ذلك على مذهب غيره على ما مر تفصيله.
قوله : تقتضى تخصيصه بالايجاد الخ ـ اى توجب المراد بلا تخلف وتأخير زمانا ، وظاهر هذه العبارة عدم الفرق بين إرادة الفاعل القديم تعالى وبين إرادة العبد فى ذلك ، لكن البحث فى إرادة العبد ، بل مطلق الحيوان.
قال صاحب الشوارق : ان إرادة الفاعل القديم اذا تعلقت بفعل من افعال نفسه فهى موجبة للمراد باتفاق من الحكماء والمليين واذا تعلقت بفعل من افعال غيره فهى موجبة أيضا عند الاشاعرة دون غيرهم وإرادة الفاعل الحادث اعنى العبد اذا تعلقت بفعل من افعال نفسه وكانت الإرادة قصدا الى الفعل لا عزما عليه والمراد من القصد ما نجده من انفسنا حال ايجادنا الفعل فهى موجبة أيضا عند اكثر المعتزلة بخلاف ما اذا كانت عزما لتقدم العزم على الفعل زمانا وربما يزول بزوال شرط او حدوث مانع وعند الاشاعرة وجماعة من المعتزلة كالجبائيين وجماعة من المتأخرين غير موجبة سواء كانت قصدا او عزما واما إرادة غير الفاعل فغير موجبة اصلا سواء كان الغير قديما او حادثا فان إرادة القديم وان كانت موجبة لافعال العباد عند الاشاعرة لكنه هو الفاعل لها حقيقة عندهم دون العباد فتدبر انتهى.
اقول : العزم فى العرف هو اخطار الانسان بباله ان يفعل شيئا فى مستقبل الزمان ، والقصد فى العرف كالارادة فيه هو توجه النفس والتفاتها نحو الفعل ليرتكبه ، ومعنى العزم والقصد فى الاصطلاح قريب من العرف ، وحيث ان الاشاعرة فسروا الإرادة بصفة مخصصة لاحد الطرفين وان المعتزلة فسروها بالعلم بما فى الفعل من المصلحة والنفع او الميل المتعقب له على اختلاف بينهم اختلفوا فى ان إرادة العبد بالنسبة الى فعل نفسه عزم اى يمكن ان يتعلق بما يقع فى المستقبل أم قصد اى لا يمكن ان تتعلق به فعلى الاول فهى غير موجبة قطعا وبالاتفاق وعلى الثانى فغير موجبة عند الاشاعرة لا لانها عزم بل لان إرادة العبد عندهم لا مدخلية لها فى فعله اذ المؤثر هو إرادة الله عند توجه العبد نحو الفعل على مبناهم واما المعتزلة فطائفة منهم كالجبائيين وكثير من المتأخرين أيضا على انها غير موجبة لامكان ان يصرف