الوجود موجود ، بل هى ان من الموجود ما هو واجب وجوده ، وهى راجعة الى ان لهذا العنوان فردا ولهذا المفروض حقيقة.
اقول : لا فرق بين التعبيرين لان مرجع قولنا : الواجب الوجود موجود ان المعنون بوجوب الوجود موجود فى الخارج.
والحق ان معرفة المبدأ ضرورية فطرية باى عنوان اشير إليه ، وكل ما استدل عليه تنبيه على المغفول عنه.
وقد ورد فى الاخبار عن ائمتنا الاطهار صلوات الله عليهم ان الله عز وجل لا يعرف الا به ولا واسطة لمعرفته ، بل هو الدال بذاته على ذاته ، وذلك لان الامر الفطرى لا يتصور له واسطة ، ولا شيء اعرف عند ذى الفطرة منه ، وهذه المعرفة كمعرفة الشيء بنفسه ، فتدبر ، ولا تغفل ، فان لهذا الكلام غورا غائرا.
ان قلت : كيف تنفى الواسطة؟ وفى احاديثهم عليهمالسلام : بنا عرف الله ، وهل معنى هذا الا انهم عليهمالسلام واسطة بينه وبين خلقه فى معرفته؟.
قلت : انهم عليهمالسلام واسطة بمعنى ان لا امر من الله عز وجل يتنزل الى الخلق الا بهم ، ولا امر من الخلق يصعد إليه تعالى الا بهم ، ومعرفته تعالى منه ، والتى نفيناها هى ما باصطلاح اهل الميزان ، وهو ما عند المستدل من علم بشيء يوجب العلم بما ليس عنده علمه ، فان معرفة الموجود بمبدئه لا تعزب عنه حتى يحتاج لحصولها الى شيء آخر ، وهذا لا ينافى ان يكون لوجود المعرفة فى العارف واسطة كوجود نفس العارف ، فيوجد فيه المعرفة لا بواسطة ما عنده من الصور والمقدمات العلمية ، ولذلك ورد فى الاخبار ان معرفته تعالى من صنعه لا من صنع العبد ، فتدبر.
قول المصنف : وصفاته ـ عطف على الصانع ، اى فى اثبات انه مسلوب عنه صفات وثابت له صفات ، فلا يرد ان الصفات السلبية لا معنى لاثباتها ، ويمكن عطفه على اثبات ، وهكذا عطف آثاره.
قول المصنف : الموجود ان كان واجبا الخ ـ تقرير هذا البرهان على وجه ابسط : ان ما بمشهدنا موجود ، والموجود اما واجب واما ممكن ، فما بمشهدنا