وجوده الى امر خارج عن ذاته هو الواجب لا يستغنى بعد حدوثه عنه لان علة حاجة الممكن الى العلة هى الامكان وهو لا ينفك عن ذات الممكن ابدا ، وهذه القضايا قد اثبتت فى المسألة التاسعة والعشرين والحادية والثلاثين والرابعة والاربعين.
الخامسة انه لا يمكن ان يوجد الممكن على سبيل الدور ، وبطلان الدور بديهى ، قد مر فى آخر المسألة الثالثة من الفصل الثالث من المقصد الاول ، وما احتج به على فساده كما فى اربعين الرازى وغيره تشريح للمطلب البديهى لا انه استدلال.
السادسة انه لا يمكن ان يوجد الممكن على سبيل التسلسل ، وقد مر بيان بطلان التسلسل فى المسألة الرابعة من الفصل الثالث من المقصد الاول ، ولكن لا بأس بذكر ما يكون مذكرا ومتمما لذلك المبحث.
فاقول : ان التسلسل هو كون سلسلة من الاشياء بحيث يكون كل واحد منها معلولا لسابقه وعلة للاحقه لا الى نهاية تكون هى علة غير معلولة سواء كان فى كل مرتبة من مراتب السلسلة موجود واحد او موجودات كثيرة يكون مجموعها علة لما بعدها او معلولا لما قبلها.
وقد استدل على بطلان ذلك بوجوه كثيرة ، احسنها وانسبها بما نحن فيه هو الوجه الاول المذكور فى مبحثه الّذي قال صاحب الشوارق هو وجه مشهور عن المصنف مخترع له.
وتوضيحه ان كل ما يكون معلولا سواء كان علة لغيره أو لا ممكن ، والممكن هو الّذي لا يجب بنفسه بل يجب بغيره ، ولا يجب بغيره الا بعد امتناع جميع انحاء العدم عليه وسد جميع طرق العدم إليه من جانب ذلك الغير ، فلو كان ذلك الغير ممكنا لم يتيسر له سد جميع طرق العدم الى معلوله لان من الاعدام التى تتوجه الى هذا الممكن المعلول عدم علته لان عدم العلة يسرى الى المعلول ، ولا يتيسر لهذه العلة المفروض انها ممكنة سد عدم نفسها بنفسها ، بل بعلتها لانه لو تيسر ذلك لها بذاتها لم تكن ممكنة وهذا خلف ، وكذا الكلام فى علة هذه العلة ، وهكذا ، فاما ان تنتهى السلسلة الى ما