ينسد جميع طرق العدم إليه بنفسه أو لا ، والاول هو المطلوب ، والثانى يستلزم امتناع تحقق تلك السلسلة المفروض وجودها لان كل واحد منها لا يتيسر له سد تطرّق العدم إليه لا بنفسه ولا بغيره لان غيره كمثله ، وهذا معنى قوله تعالى الله خالق كل شيء ومعنى قولهم : لا مؤثر فى الوجود الا الله تعالى ، اى لا يتيسر التأثير لشيء ما لم ينته الى تاثيره تعالى ، والى هذا المعنى اشار بهمنيار فى التحصيل بقوله : فان سالت الحق فلا يصح ان يكون علة الوجود الا ما هو بريء من كل وجه عن معنى ما بالقوة ، وهذا هو صفة الاول لا غير.
السابعة انه لا يمكن ان يكون الممكن علة لنفسه ، وهذا بديهى ، ينبه عليه بانه يستلزم ان يكون الشيء موجودا قبل وجوده ، وهذا معنى تقدم الشيء على نفسه ، على ان الشيء الواحد لا يمكن ان يكون علة ومعلولا من جهة واحدة وهذه المقدمة تندرج تحت هذه القاعدة.
قال الشيخ ابن سيناء فى الفصل العاشر من النمط الرابع من الاشارات. ما حقه فى نفسه الامكان فليس يصير موجودا من ذاته ، فانه ليس وجوده من ذاته اولى من عدمه من حيث هو ممكن.
ثم ان الفرق بين هذه المقدمة والمقدمة الثالثة ان فى هذه يفرض للممكن علة هى نفسه ، وفى تلك يفرض تحقق الممكن من دون استناد الى علة سواء كانت نفسه او غيره.
الثامنة ان الشيء اما موجود بنفسه واما موجود لا بنفسه ، لا يمكن فى العقول فرض قسم ثالث ، والقسم الاول لا يحتاج الى العلة ، والقسم الثانى يحتاج إليها ، وعلته اما موجود مثله محتاج الى العلة غير منته الى الموجود بنفسه او معلوله او نفسه او موجود بنفسه بالواسطة او بلا واسطة ، لا يمكن فى العقول فرض قسم خامس لان علة الشيء اما نفسه او غيره. والثانى اما معلوله او غيره ، والثانى اما موجود مثله محتاج الى العلة غير منته الى الموجود بنفسه او انه ليس كذلك ، والثانى موجود بنفسه او منته إليه ، فلما ثبت فى المقدمة الخامسة والسادسة والسابعة ابطال الاول