وان كان عربيا قحا لم يكن شعره دليلا على المدعى اذ من المحتمل قويا انه تجوز مبالغة باسم الدال على المدلول لان المقصود الاصلى من اتيان الكلام الدلالة على ما فى الضمير.
الرابع الاخبار الدالة على ذلك.
منها ما رواه العلامة المجلسى رحمهالله فى باب كلامه تعالى من توحيد البحار عن أمالي الشيخ عن المفيد عن ابن قولويه عن الكلينى عن على بن ابراهيم عن الطيالسى عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن ابى بصير ، قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لم يزل الله جل اسمه عالما بذاته ولا معلوم ولم يزل قادرا بذاته ولا مقدور ، قلت : جعلت فداك فلم يزل متكلما؟ ، قال : الكلام محدث ، كان الله عز وجل وليس بمتكلم ، ثم احدث الكلام ، ورواه الكلينى رحمهالله فى باب صفات الذات من الكافى ، والصدوق رحمهالله فى باب صفات الذات من التوحيد بهذا السند مع اختلاف فى المتن.
ومنها ما رواه أيضا فى ذلك الباب عن الاحتجاج عن صفوان بن يحيى ، قال : سأل ابو قرة المحدث الرضا عليهالسلام. فقال : اخبرنى جعلنى الله فداك عن كلام الله لموسى ، فقال : الله اعلم باى لسان كلمه بالسريانية أم بالعبرانية ، فاخذ ابو قرة بلسانه فقال : انما اسألك عن هذا اللسان ، فقال ابو الحسن عليهالسلام : سبحان الله مما تقول ومعاذ الله ان يشبه خلقه او يتكلم بمثل ما هم متكلمون ، ولكنه تبارك وتعالى ليس كمثله شيء ولا كمثله قائل فاعل ، قال : كيف ذلك ، قال كلام الخالق لمخلوق ليس ككلام المخلوق لمخلوق ، ولا يلفظ بشق فم ولسان ولكن يقول له كن فكان بمشيته ، ما خاطب به موسى من الامر والنهى من غير تردد فى نفس ، الخبر. وغير ذلك من الاخبار.
ان قلت : فى بعض اخبارنا ان القرآن ( وهو كلام الله تعالى ) ليس بخالق ولا مخلوق وهذا بظاهره ينطبق على ما ذهب إليه الاشاعرة من ان كلامه صفة قديمة قائمة بذاته تعالى فان هذه الصفة ليست بخالقة لان الخالق هو الله تعالى وليست بمخلوقة لان صفات الله تعالى ليست بمخلوقة له ، كخبر رواه الصدوق رحمه الله تعالى فى التوحيد باب ان القرآن ما هو عن احمد بن زياد بن جعفر الهمدانى عن على بن ابراهيم عن ابيه عن على بن معبد عن الحسين بن خالد ، قال : قلت للرّضا على بن موسى عليهماالسلام يا ابن رسول الله