عن جابر قال : سالت أبا جعفر عليهالسلام عن تفسير هذه الآية الى ان قال : كلماته فى الباطن على عليهالسلام هو كلمة الله فى الباطن ، ثم ان لهم فروعا على هذا القول من الفرق بالاعتبار بين المتكلم والكاتب والكلام والكتاب ، والفرق بين القرآن والفرقان ، ومن مراتب الكلام ، ومن ان ذاته تعالى كلام باعتبار دلالتها على ذاته ، وغير ذلك ، من اراد فعليه بالمنظومتين واسرار الحكم للسبزوارى والاصفهانى والعرشية والمشاعر للشيرازى رحمهمالله والفصوص لابن العربى وغيرها لغيرهم ، وهذا المعنى للكلام كالارادة بالمعنى المختار مع الفرق بان إنشاء الاشياء بما هى هى إرادة وبما هى دالة كلام.
القول السادس لبعض الحكماء كالفارابى ، قال فى فصوص الحكم : للملائكة ذوات حقيقية ولها ذوات بحسب القياس الى الناس ، فاما ذواتها الحقيقية فامرية ، وانما يلاقيها من القوة البشرية الروح الانسانية القدسية ، فاذا تخاطبنا انجذب الحس الباطن والظاهر الى فوق فتمثل لها من الملك صورة بحسب ما يحتملها فيرى ملكا على غير صورته ، والوحى لوح من مراد الملك للروح الانسانى بلا واسطة ، وذلك هو الكلام الحقيقى فان الكلام انما يراد به تصوير ما يتضمن باطن المخاطب فى باطن المخاطب ليصير مثله ، انتهى ، قوله : والوحى لوح الخ ، اى الوحى ومضة وشروق مما فى باطن الملك من الحقائق العلمية التى اراد ايصالها الى الروح الانسانى الكامل كروح النبي بلا واسطة من الآلات الجسمانية بل باتصال الملك اتصالا معنويا وذلك الشروق هو الكلام الحقيقى ، وقوله : فان الكلام انما يراد به الخ ، اى فان الكلام بحسب الحقيقة عندنا انما يراد به تصوير ما يتضمن باطن المخاطب بكسر الطاء من الصور العلمية التى اراد اعلامها وحصولها فى باطن المخاطب بفتح الطاء ليصير مثله فى حصول تلك الصور ، والحاصل ان الكلام عنده يدور حول الاعلام بان يكون عند موجود صور علمية يريد حصولها عند آخر فيفعل ما به تحصل عنده من نقش او صوت كما فينا او غيرهما كما فى الروحانيين فهو متكلم وما يفعله كلام له.