على ما نقل ابو الحسن الاشعرى فى مقالات الاسلاميين انه لا يجوز ان يبتدئ الله الخلق فى الجنة ويتفضل عليهم باللذات من دون سبق التكليف وتحمل المشاق ، لكن هذا المذهب مردود عندنا للحديث المذكور ولما قلنا ولما مر فى اطفال المؤمنين فى المسألة العاشرة ولان الحور والغلمان والملائكة فى الجنة منعمون فيها من دون سبق تكليف.
قول الشارح : وبعثه ـ بصيغة الماضى عطف على جعل ، وكذا قوله : علم.
قول المصنف : والمعاوضات والشكر باطل ـ المعاوضات مجرور معطوف على الجرح ، والشكر مبتدأ وباطل خبره ، وتغيير السياق لان الاولين منع لكبرى القياس الّذي ذكرناه ذيل قول الشارح : ووجه حسنه اشتماله الخ ، وهى قولهم : وكل ما هو مشتمل على المصلحة حسن بان الكلية ممنوعة لان هذه المصلحة كمصلحة التداوى بعد الجرح عمدا ومن جرح عمدا احدا ثم داواه حتى يبرأ جرحه فقد فعل قبيحا لان العقلاء يذمونه ولان هذه المصلحة عوض عن مشقة التكليف الواردة على العبد والمشتمل على المصلحة العوضية حسن اذا كان برضاء الطرف الآخر وليس كذلك ، والثالث منع لصغراه التى هى قولهم : التكليف مشتمل على المصلحة لان من المحتمل ان يكون التكليف شكرا للنعم الدنيوية السابقة على اتيان ما كلف به والشكر لا يشتمل على مصلحة للمكلف.
قول الشارح : هذه ايرادات على الخ ـ اعلم ان الخصم اذا اقام دليلا على نقيض مطلوب المستدل من دون تعرض لمقدمات مطلوبه سمى ذلك معارضة بالمثل او بالغير ، واذا تعرض لابطال احدى مقدماته بعينها او كلها سمى ذلك منعا ونقضا تفصيليا ومناقضة ، واذا تعرض لابطال دليله باثبات خلل فيه من دون تعيين سمى ذلك نقضا اجماليا ، وعلى كل منها يطلق الايراد ، وتفاصيل ذلك مذكورة فى علم البحث والمناظرة.
قول الشارح : لا يشترط فيه رضاء المكلف ـ اقول : رضاء المكلف حاصل وشرط المعاوضة موجود لانه ليس مجبورا فى العمل ، بل يأتى اختيارا ويستحق