شكره بالغا ما بلغ ، وذلك مع كونه شكرا مشتمل على مصلحة هى استحقاق العبد بحسب وعده تعالى لثواب الآخرة.
قول المصنف : المستلزمة ـ صفة للامور الثلاثة المذكورة لا للانذارات.
قول الشارح : وتحقيقه ان نقول ان الله الخ ـ هذا الدليل يشتمل على مقدمات :
الاولى ان بقاء الانسان فى الدنيا فى الجملة لحصول الكمالات لاشخاصه حسن.
الثانية ان بقاء النوع بحيث يحصل لاشخاصه الكمالات والمدارج النوعية لا يمكن الا بالتعاضد والتعاون فيما يحتاجون إليه من الاعمال والصناعات وبالتجمع الحاصل فيه التعاليم والتربيات لان كل انسان وحده وان امكن تعيشه بالعسر فى الآجام وشعاب الجبال بالاكتفاء بعشب الارض وحشيشها وبعض الصيود ومياه الانهار لكنه لا يحصل له الكمالات الدنيوية والاخروية ولا يصل الى ما خلق لاجله.
الثالثة ان اجتماعهم مع تباين شهواتهم وتغاير امزجتهم واختلاف قواهم وطلب كل باقتضاء شهوته ما فى يد غيره من الامر المطلوب ودفعه باقتضاء غضبه عما عليه من الامر المرغوب مظنة للتنازع والفساد ومورد للفتن والاختلال ، وذلك ينجر الى انحلال الجمع وتفرق الشعب ونقض الغرض من التجمع والتعاون.
الرابعة وجوب وضع قوانين وسنن بحسب اختلاف الطبقات وتفاوت الافراد والاصناف من الرجال والنساء والعلماء والجهال والاغنياء والفقراء والصغار والكبار وغير ذلك حتى يراعى العدل فيهم ويتعادلون بها فيما بينهم ، فان اختلاف الخلق من حيث التكوين يقتضي التفاوت بينهم فى التشريع والا لم يراع العدل ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا واذا استووا هلكوا ، وانما وضع القوانين والسنن لئلا يقع بينهم بسبب الجرى عليها تنازع ، وان وقع رجعوا إليها واستقاموا عليها.
الخامسة ان وضعها لا بد له من واضع.
ثم الواضع اما انفس الافراد او بعضهم لا على التعيين او بعضهم معينا بلا مرجح